أفاد نادي الأسير الفلسطيني، في بيان اليوم الاثنين، أنّ شهادات المعتقلين من قطاع غزة على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، من بينهم أطفال ونساء، تعكس مستوى عاليا من الوحشية. ويتّضح ذلك من خلال عمليات التعذيب والتنكيل وظروف الاحتجاز القاسية والمذلّة التي تؤدّي إلى إصابات جسدية، إلى جانب ما تخلّفه من آثار نفسية.
أضاف نادي الأسير، في اليوم 115 من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، أنّ ذلك يأتي وسط استمرار عمليات الاعتقال التي تطاول المدنيين في غزة، واحتجازهم في ظروف قاسية ومذلّة في البرد القارس، استناداً إلى صور نشرتها وسائل الإعلام تظهر عشرات المعتقلين من خانيونس، وكذلك وسط شهادات نقلتها وسائل الإعلام لأسيرات من قطاع غزة أُفرج عنهنّ من سجون الاحتلال ومعسكراته.
وأشار نادي الأسير الفلسطيني إلى أنّ “الاحتلال الإسرائيلي ما زال يرفض الإفصاح عن أيّ معطيات واضحة عن معتقلي غزة في سجونه ومعسكراته، وينفّذ بحقّهم جريمة الإخفاء القسري، وذلك في ضوء جملة الأوامر العسكرية والقوانين التي فرضها الاحتلال بشأن التعامل مع معتقلي غزة، وكذلك في ضوء مصادقة الكنيست الإسرائيلي أخيراً على سريان اللوائح التي تحرم معتقلي غزة من لقاء المحامي لمدّة أربعة شهور أخرى”.
وبيّن نادي الأسير أنّ ما يتوفّر للمؤسسات التي تُعنى بشؤون الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، حتى اليوم، هو معطيات ضئيلة جداً حصلت عليها من خلال معتقلين أُفرج عنهم، لافتاً إلى أنّ هذه المؤسسات تواجه تحديات كبيرة في متابعتها قضية المعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة. والمعطيات المتوفّرة بحسب النادي هي أسماء معسكرات وسجون يُحتجز فيها المعتقلون من قطاع غزة، من بينها معسكر سديه تيمان في بئر السبع ومعسكر عناتوت وسجن عوفر وسجن الدامون وغيرها من المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.
وفي ما يتعلّق بقضية المعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة الذين استشهدوا في سجون الاحتلال ومعسكراته، أفاد نادي الأسير أنّ “اثنين من معتقلي غزة من أصل سبعة معتقلين استشهدوا في سجون الاحتلال بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023″، كُشف عن هوية واحد منهما فقط. وتابع أنّ الاحتلال أقرّ بـ”إعدام أحد المعتقلين، بالإضافة إلى ما كشف عنه إعلام الاحتلال عن استشهاد مجموعة من المعتقلين في معسكر سديه تيمان في بئر السبع”.
وكانت إدارة سجون الاحتلال قد أعلنت في نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عن احتجاز 661 من الفلسطينيين المعتقلين في قطاع غزة الذين صنّفتهم بأنّهم “مقاتلون غير شرعيين”، علماً أنّ من بينهم نساء.
لكنّ نادي الأسير أشار إلى أنّ بحسب المؤسسات المختصة ومؤسسات حقوقية دولية، فإنّ تقديرات أعداد المعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة تصل إلى آلاف، وهم بمعظمهم من المدنيين.
في سياق متصل، بيّن نادي الأسير أنّ الاحتلال أفرج اليوم عن مجموعة من المعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة، وذلك من معبر كرم أبو سالم العسكري، من بينهم 19 أسيرة فلسطينية، بحسب المعطيات المتوفّرة.
وعبّر نادي الأسير الفلسطيني عن أسفه لأنّ على الرغم من كلّ النداءات التي وجّهتها المؤسسات الفلسطينية التي تُعنى بشؤون الأسرى الفلسطينيين إلى المؤسسات الحقوقية الدولية بمستوياتها كافة للكشف عن مصير معتقلي غزة، فإنّها فشلت في أداء دورها اللازم تجاه قضية الأسرى والمعتقلين، وذلك وسط “استمرار العدوان الإسرائيلي الشامل على شعبنا والإبادة الجماعية في غزة”.
المصدر : العربي الجديد