أعلن قصر الإليزيه الفرنسي، اليوم الجمعة، عن تشكيل الرئيس، إيمانويل ماكرون، حكومة جديدة، برئاسة إليزابيت بورن.
وعيّن ماكرون وزيري خارجية ودفاع جديدين في الحكومة على أمل “إحداث زخم إيجابي يتيح له الحفاظ على أغلبية برلمانية”.
وأشار بيان صدر عن القصر، إلى أنّ “ماكرون اختار سفيرة فرنسا لدى لندن كاترين كولونا لتكون وزيرةً للخارجية، ما يجعلها ثاني امرأة تتولى هذا المنصب، خلفاً لجان إيف لودريان الذي تولى الوزارة منذ عام 2017”.
وتعهدت كولونا في خضم الأزمة في أوكرانيا، أن “تتحرك بفاعلية” في الملف في حين عمل الرئيس ماكرون على إبقاء قناة دبلوماسية مفتوحة مع الكرملين.
وأضاف البيان أنه “تم تكليف الوزير السابق لأقاليم ما وراء البحار، سيباستيان ليكورنو، بحقيبة الدفاع خلفاً للوزيرة السابقة فلورانس بارلي”.
وجاءت المفاجأة الأكبر في وزارة التعليم حيث سيحل الأكاديمي الشهير باب ندياي، الخبير في التاريخ الاستعماري والعلاقات العرقية، خلفاً لليميني جان ميشيل بلانكيه.
ووصفت زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبن، تعيينه بأنّه “الخطوة الأخيرة في تفكيك بلدنا وقيمه ومستقبله”.
كما عيّن ماكرون النائب البارز عن حزب “الجمهوريين” داميان أباد وزيراً للتضامن والحكم المحلي والمعوقين.
وأباد (42 عاماً) هو نجل عامل منجم من نيم في جنوب فرنسا، وأصبح أول نائب يحمل إعاقة تم انتخابه عام 2012، في المقابل، أبقى ماكرون وزير الاقتصاد برونو لومير ووزير الداخلية جيرار دارمانان في منصبيهما.
ويتطلّع الرئيس الذي أعيد انتخابه لولاية ثانية، في أبريل الماضي، بنسبة 58.55% من الأصوات، للحفاظ على أغلبية برلمانية.
يذكر أن ماكرون عين وزيرة العمل السابقة إليزابيت بورن رئيسة للوزراء، وهي المرة الأولى التي تتولى فيها امرأة المنصب في فرنسا منذ أكثر من 30 عاماً.
وكانت شخصيات معارضة اتهمت ماكرون بتأجيل تسمية حكومة جديدة عمداً، بعد نحو 4 أسابيع من انتصاره الانتخابي في مواجهة زعيمة أقصى اليمين مارين لوبان.
ومن المتوقّع أن يواجه حزب ماكرون أكبر تحد له في انتخابات الشهر المقبل من اليسار الذي شكل مؤخراً جبهة جديدة، إذ يتطلع رئيس حزب “فرنسا المتمردة” جان لوك ميلانشون، إلى تحقيق انتصار في الانتخابات البرلمانية في حزيران/يونيو المقبل بعد احتلاله المركز الـثالث في الانتخابات الرئاسية.
وأقنع ميلانشون مؤخراً الأحزاب الاشتراكية والشيوعية وحزب الخضر بالدخول في تحالف تحت قيادته يوحّد اليسار في جبهة لأول مرة منذ عقود.
واعتبر الزعيم اليساري أنّ “الحكومة الجديدة لا تمثّل “لا جرأة ولا تجديداً، جميعهم فاترون ورماديون”. وأضاف متوعّداً “كل شيء سيتغير خلال شهر”.