رفض وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، الادعاءات الغربية بدعم السعودية لروسيا في عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وقال ابن سلمان، اليوم الأحد: “نستغرب اتهام المملكة بالوقوف مع روسيا في حربها ضد أوكرانيا.. هذه اتهامات زائفة، لم تأتِ من كييف”.
وقال خالد بن سلمان: “هذه الاتهامات الكاذبة لم تأتِ من الحكومة الأوكرانية”، وتابع “البعض يتّهم المملكة بالوقوف إلى جانب روسيا، رغم حقيقة أنّ القرار الذي اتخذته أوبك في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر بخفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يومياً كان بالإجماع، و لأسباب اقتصادية بحتة”.
وسأل بن سلمان: “إيران هي أيضاً عضو في أوبك، فهل هذا يعني أنّ المملكة تقف إلى جانب إيران أيضاً؟”.
وكانت وزارة الخارجية السعودية علّقت، في وقتٍ سابق، على تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن وعددٍ من المسؤولين الأميركيين، الذين اعتبروا أن قرار مجموعة “أوبك+” بخفض إنتاج النفط يعد انحيازاً من المملكة لصالح روسيا في الأزمة الأوكرانية.
وقالت الخارجية السعودية إنّ المملكة “لا تقبل أي نوع من الإملاءات وترفض أي تصرفات تهدف إلى تحوير الأهداف التي تسعى إليها، من أجل حماية الاقتصاد العالمي”، مؤكدةً رفض “التصريحات بأن قرار أوبك+ بني على دوافع سياسية ضد الولايات المتحدة” وفق بيان الخارجية.
وأعاد الوزير السعودي تغريدة في “تويتر” من قبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، شكر فيها وليّ العهد محمد بن سلمان “لدعمه وحدة أراضي أوكرانيا وإعلانه المساعدة السعودية للبلاد”.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية السبت، أنّ “ولي العهد محمد بن سلمان أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أبدى فيه استعداد المملكة لمواصلة جهود الوساطة ودعم كل ما يسهم في خفض التصعيد”.
“أوبك”: قرار خفض الإنتاج لا يحمل أي رسائل سياسية
وقال أمين عام منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”، هيثم الغيص، إن “قرار مجموعة “أوبك+” خفض الإنتاج كان بالإجماع ولا يحمل أي رسائل سياسية بل هو نتاج دراسات وأسس فنية” مؤكداً خلال ندوة صحافية في الجزائر “مرة أخرى نكرر أنّ قرار تخفيض الإنتاج في أوبك بلاس كان بالإجماع”.
وتابع الغيص: “القرار لا يستهدف تحديد سعر معيّن، ولكن نسعى من خلاله للموازنة بين العرض والطلب”، مشيراً إلى أنّ “قرار المجموعة لا يحمل رسالة سياسية أو غيرها لأحد، وقراراتنا مبنية على أسس فنية ودراسات بحتة”.
وأوضح الأمين العام لمنظمة أوبك أنّ “الدعم الذي حظي به قرار مجموعة أوبك بلاس حول خفض إنتاج النفط يوضح صحته”،
وتابع: “نحن لا نتحكم في أسعار النفط”، والمنظمة “لا تستهدف سعراً معيناً بل تستهدف التوازن بين العرض والطلب”، مشدداً على أنّ “استقرار أسواق النفط العالمية مهم للمستقبل ونحن لا ننظر إلى اليوم فقط”.
بلينكن: القرار غير مبني على أداء السوق
ويأتي ذلك، بعد تصريح لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، الخميس، أكّد فيه أنّ “قرار السعودية خفض إنتاج النفط سيقلّل من تأثير العقوبات الأميركية على روسيا وسيزيد من أرباح موسكو”، معتبراً أنّ “الوقت ليس مناسباً الآن لاتخاذ قرار خفض إنتاج النفط”، وأنّ “السعوديين لم يقدموا أي أساس مبني على أداء السوق لقرار خفض النفط”.
وأضاف بلينكن: “وأنا أتحدث إليكم الآن، يجري مراجعة العلاقات مع السعودية”.
وكان بايدن أكّد في حوار مع شبكة “سي إن إن”، في وقت سابق، أنّه “ستكون هناك عواقب” على السعودية بسبب قرارها في إطار تحالف “أوبك+” النفطي خفض حصص الإنتاج.
ولم يحدد بايدن ماهية الإجراءات التي يمكن أن تتخذها إدارته للرد على القرار السعودي، لكن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قال، الثلاثاء، إنّ بايدن يريد إجراء “إعادة تقييم” للعلاقة بين واشنطن والرياض “بعد هذه الصفعة الدبلوماسية السعودية للولايات المتحدة”.