خاضت إيران امس، استحقاق الانتخابات الرئاسية للدورة الـ14 في البلاد لانتخاب خلف للرئيس الشهيد إبراهيم رئيسي، ضمن 58 ألفاً و640 مركز اقتراع داخل البلاد، و340 مركزاً في أكثر من 95 دولة.
هذا وكان واصل الناخبون في إيران الإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية مبكرة، تبدو نتيجتها غير محسومة في ظلّ انقسام معسكر المحافظين، وتعويل مرشّح إصلاحي على تعدّد منافسيه لتحقيق اختراق. ويتنافس في هذه الدورة 4 مرشّحين، هم: سعيد جليلي، ومحمد باقر قاليباف، ومسعود بزشكيان، ومصطفى بور محمدي، فيما انسحب المرشّحان علي رضا زاكاني وأمير حسين قاضي زاده هاشمي من السباق أمس.
وأدلى الرئيس الإيراني بالوكالة محمد مخبر بصوته مشدّداً على أهمية التصويت، وحثّ المواطنين في إيران وخارجها على المشاركة. وقال مخبر: «بعد الملحمة التي سطّرها الشعب الايراني عبر حضوره الحماسي في مراسم تشييع شهداء الخدمة، أكد قائد الثورة على هذا الشعب أن يكرر تلك الملحمة في الانتخابات».
وأكد أنّ المواطنين «أدوا واجبهم على أكمل وجه منذ انتصار الثورة الإسلامية، وجسدوا حضورهم الحماسي في جميع الانتخابات». وأشار إلى «مسؤولية الحكومة لتيسير مشاركة الشعب في الانتخابات، عبر تأمين هذه العملية»، قائلاً إن «الأمن مستتب بنحو مناسب، وليس هناك ما يثير القلق. وقد لمست هذه الحقيقة خلال تفقدي عدداً من الدوائر الانتخابية في طهران».
بدوره، أدلى قائد القوات البحرية لحرس الثورة الإسلامية في إيران العميد علي رضا تنكسيري بصوته في مسجد جمكران. وصرّح عقب ذلك بأنّ «مشاركة الناس في الانتخابات هو دفاع باسل عن البلاد، وعن شرف شعبنا والجمهورية الإسلامية»، مؤكداً أنّ «من يريد حفظ عزة إيران وتضحيات الشهداء، وعدم تكرار التاريخ المذل مرة ثانية، عليه المشاركة في الانتخابات».
وأدلى قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي بصوته في حسينية الإمام الخميني في طهران، مشدّداً على أنّ المشاركة الكبيرة مطلوبة، وذلك من أجل «إثبات صحة وسلامة الجمهورية الإسلامية». وأكد أنّ «عزّة البلاد وماء وجهها يتوقّفان على حضور الشعب»، مشيراً إلى أنّ «يوم الانتخابات هو النشاط والحماس في إيران، ولا سيما أنها انتخابات رئاسة الجمهورية».
كذلك، أدلى المرشحون مسعود بزشكيان وسعيد جليلي ومحمد باقر قاليباف بأصواتهم في مراكز اقتراع في طهران. كما اقترع قائد قوة القدس في حرس الثورة الإسلامية العميد إسماعيل قاآني في مشهد.
وكان وزير الداخلية أحمد وحيدي أعلن عن انطلاق الانتخابات الرئاسية بدورتها الرابعة عشرة في 58640 مركز اقتراع داخل البلاد، و344 خارجها، مؤكداً أنّ «كل الجهات المعنية مستعدة لهذه الانتخابات». وشدّد على أنّ «هذا الاستحاق يظهر قوة إيران وسيادتها الدينية، ويعكس قدرة الشعب ووعيه السياسي وحساسيته تجاه انتخاب رئيس الجمهورية».
وأكد لجميع أبناء الشعب الإيراني أن «الانتخابات ستقام بسلامة كاملة»، مضيفاً أنّ «لجان الإشراف والرقابة حريصة على ذلك، كما يوجد في مراكز الاقتراع مندوبون عن المرشّحين»، آملاً من الجميع الالتزام بالقانون ورعاية المقرّرات الخاصة وبعدم الدعاية للمرشّحين.
وأوضحت مصادر اعلامية من داخل أحد مراكز اقتراع في أصفهان، وجود جهاز بين الموظفين للكشف والتحقّق من البطاقة الشخصية (الهوية)، وهو مرتبط بوزارة الداخلية ومجلس صيانة الدستور، وهما الجهتان اللتان تشرفان على عملية الاقتراع بشكل إلكتروني.
كذلك، أشارت المعلومات إلى أن مراكز الاقتراع الـ 28 في حرم الإمام الرضا في مشهد تشهد إقبالاً كثيفاً، مشدّدةً على أنّ العملية تجري بشكل سليم. وأكدت، وفق أحد المراقبين التابعين لمجلس صيانة الدستور، أنّه لم تُسجّل مخالفات أو مشكلات أو شكاوى منذ فتح صناديق الاقتراع.
هذا وأعلن المتحدث باسم لجنة الانتخابات التابعة للداخلية الإيرانية تمديد التصويت في الانتخابات الرئاسية حتى العاشرة مساءً، وسط توقّع تجاوز نسبة الإقبال الأرقامَ المسجّلة في الانتخابات الأخيرة. ومُدِّد الاقتراع للانتخابات الرئاسية الإيرانية في مراكز خارج البلاد في العراق وسلطنة عُمان وتركيا.