تحدث تقرير في صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية، بعنوان “لا تقولوا لنا إن حزب الله مردوع”، عن الأزمة المستمرة التي يعيشها مستوطنوا المناطق الشمالية في فلسطين المحتلة، وهو ما بات يعرف في كيان الاحتلال بأزمة الجبهة الشمالية مع حزب الله، والتي بدأت بعد عملية طوفان الأقصى في أكتوبر الماضي، حيث أخليت مستوطنات الشمال وتمّ إجلاء المستوطنين إلى مناطق أخرى، خشية من هجمات حزب الله.
وذكر التقرير أنّه “في الأسابيع الأخيرة، وضع حزب الله منازل السكان على الحدود الشمالية هدفاً له”، وطالب مراسل الصحيفة في الشمال “الوزراء وأعضاء الكابينت وألوية الأركان العامة بأن يسألوا أبناء عائلاتهم عما إذا كان أحدهم على استعداد للانتقال للسكن على الحدود الشمالية”.
وأضاف أنه “خلال عطلة نهاية الأسبوع، قيل إنّ “السكان في المستوطنات التي تبعد 3.5 كيلومتر من الحدود سيتمكنون من العودة إلى منازلهم، ولكن الجيش الإسرائيلي نفى ذلك”.
وأشار إلى أنّ “الذين يخشون اليوم الذي سيُطلب منهم فيه العودة إلى مستوطناتهم، كانوا في ضغط وقلق عندما سمعوا الإشاعات، قبل أن ينفيها الجيش”.
وذكر مراسل الصحيفة أنّ “الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين تنقّل بين لبنان وإسرائيل لضمان عدم قيام حزب الله بإطلاق النار على السكان العائدين إلى منازلهم”، وذلك “بعد أن وضع حزب الله منازل السكان على الحدود الشمالية هدفاً له في الأسابيع الأخيرة، وهو ما تحوّل بالفعل إلى لعبة روليت قاتلة”.
ولفت التقرير إلى أنه “بعد أيام من الضباب وانخفاض وتيرة العمليات في الشمال خرج من يقول إنّ حزب الله مردوع، ولكن بمجرد انقشاع الضباب، ظهر حزب الله مرة أخرى”.
وأوضح أنه “في شتولا، خرج اثنان للتدخين، فأطلق حزب الله صاروخاً ضد الدروع على منزلهما، وبالأمس، كانت النتائج مأساوية، وانتهت لعبة الروليت المضادة للدبابات بتحقيق إصابات، أما في كفار يوفال، فقد جاء الجندي باراك أيالون لتناول وجبة مع والديه”، وتعرض المنزل بعد دخول الجندي إليه إلى قصف أدّى إلى مقتله مع أحد أفراد عائلته وجرح آخر.
ويتابع التقرير أنه “في 7 تشرين الأول/أكتوبر، فقدنا الثقة بالحكومة والجيش. أولئك الذين تخلوا عن إخوتنا في الجنوب يتخلون عنا الآن – نحن سكان الشمال. لن نعود إلى البيت دون الشعور بالأمن. شعور نحن سنحدّده”.
ويضيف أنّ “الوزراء وأعضاء الكابينت وألوية الأركان العامة عليهم أن ينظروا في المرآة، وأن يسألوا أبناء عائلاتهم عما إذا كان أيّ منهم على استعداد للانتقال للسكن على الحدود”، متسائلاً “هل يوجد شجاع واحد منهم يعتمد على جندي إيطالي في قوة اليونيفيل (لحمايته)؟ هل يوجد شجاع واحد بين صناع القرار على استعداد للعب الروليت هنا؟”.
ويشرح مراسل الصحيفة في الشمال أنّ “حزب الله أعلن أن صواريخه الجديدة المضادة للدروع يبلغ مداها 10 كيلومترات، بينما يقع منزلي على بعد ثمانين متراً من السياج، وهو بارز ليراه الجميع في وادي العيون من لبنان، من كل منزل في الخيام، مرجعيون وكفركلا، ومجموعة متنوعة من الأماكن التي يمكن إطلاق النار منها. لا تحذير، لا إنذار، لا شيء لحمايتنا”.
وكشف المراسل أنه “منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، وبينما يهدد نتنياهو وغالانت نصر الله، ويعدان بأن حزب الله قد ابتعد عن السياج، فإن قوة الرضوان محسوسة هنا كل يوم”.
وتابع أنه “قبل عدة أسابيع، كان هناك نقاش حول إقامة عائق مادي لوقف حزب الله في إسرائيل، واقترحوا إقامة عائق على بعد نحو 10 كيلومترات من السياج، فيما يعيش عشرات الآلاف من السكان ضمن مدى 10 كيلومترات”، معتبراً أنّ “حكومة إسرائيل ستتركهم بين الحدود والعائق، أو بعبارة أخرى، بيد حزب الله”.