قالت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الإثنين، إن السعودية تشترط من أجل التطبيع مع “إسرائيل”، إقامة منشأة مدنية لتخصيب اليورانيوم.
وجاء في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن المسؤولين في المؤسسة الأمنية والعسكرية يخشون من أن “تستغل” الرياض الاتفاق لأغراض عسكرية.
وكشفت الصحيفة أن المؤسسة الأمنية والعسكرية تخشى من أن يوافق رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على “مطلب النووي السعودي”، أحد الشروط المركزية التي وضعها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لدفع صفقة لتخصيب يورانيوم لأغراض سلمية.
ونقلت الصحيفة تحذيرات مصادر أمنية إسرائيلية كبيرة من السعودية، قائلةً إنها يمكن أن تستغل هذا لتطوير نووي عسكري.
ومنذ يومين، أفادت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، بأنّ الرئيس الأميركي جو بايدن أوفد كبير مستشاريه إلى السعودية لإجراء محادثات مع ولي العهد السعودي بشأن تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”.
وقالت إنّ “صفقة التطبيع مع السعودية، أقوى دولة عربية وأكثرها ثراء، لديها القدرة على إعادة تشكيل المنطقة وتعزيز مكانة إسرائيل بطرق تاريخية، لكنّ التوسط في مثل هذه الصفقة يمثل عبئاً ثقيلاً، إذ قالت المملكة إنّها لن تعترف رسمياً بإسرائيل قبل حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود”.
ويأتي ذلك، بعد زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن المملكة الشهر الفائت، التي هدفت إلى “تعزيز التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية”، وفق الصحيفة.
وخلال زيارة بلينكن الأخيرة، قال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، إنّ التطبيع مع “إسرائيل” ستكون له “فوائد محدودة” من دون “إيجاد طريق للسلام للشعب الفلسطيني”.
وختمت الصحيفة بالقول إنّ السعوديين “أبدوا تردّداً في المضي قدماً في تطبيع العلاقات مع إسرائيل في وقت تقوده أكثر الحكومات يمينية في تاريخها، وتتصاعد التوترات مع الفلسطينيين”، مشيرةً إلى أنّ السعودية دفعت أيضاً بشكل متزايد نحو اتفاق تعاون نووي يشمل السماح للولايات المتحدة بتخصيب اليورانيوم في المملكة، وهو الأمر الذي يقلق خبراء حظر الانتشار النووي، إذ تفتح أجهزة الطرد المركزي الباب أمام برنامج أسلحة محتمل.
يذكر أنّ موقع “والاه” الإسرائيلي كشف، في وقت سابق، تفاصيل عن المكالمة الهاتفية التي أجراها بلينكن مع وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي إيلي كوهين.
وأفاد موقع “والاه” بأنّ بلينكن قال لكوهين إنّ “الأمر أصعب بكثير بالنسبة إلى واشنطن، وربما حتى يستحيل تعزيز اتفاقيات التطبيع أو توسيعها من خلال التطبيع مع السعودية، فيما الساحة الخلفية لإسرائيل مشتعلة”.
والشهر الماضي، قالت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، خلال جلسة استماع أمام الكونغرس، إنّ “هناك تقارير خاطئة وتداولاً مفرطاً في الصحافة الإسرائيلية بشأن التطبيع الإسرائيلي – السعودي المحتمل”.
وتناول موقع “foreign senate” التابع للجنة مجلس الشيوخ الأميركي للعلاقات الخارجية الأميركية ما قالته ليف، التي أشارت إلى أنّ “الولايات المتحدة تسعى إلى خطوات تدريجية أقل من التطبيع الكامل”، بحسب تعبيرها.
وفيما تعمد بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية المقربة إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى الحديث عن تطبيع وشيك مع السعودية، تتحدث وسائل إعلام إسرائيلية أخرى عن أنّ “السعودية لا تريد الآن التطبيع مع إسرائيل”، وأنّ الوقت حان “كي تُفهم الإشارة”.