علّق الإعلام الإسرائيلي على خطاب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلاً إنّ الخطاب، الذي أُلقي إلى جانب احتجاج ضخم أمام مبنى الأمم المتحدة، “لن يُذكر على أنّه أحد أفضل خطابات رئيس الحكومة، لكنه عبّر جيداً عن الواقع الذي يعيش فيه”.
وكتب مراسل ومحلل الشؤون الدبلوماسية باراك رافيد في موقع “والاه” الإسرائيلي، أنّ “آلاف الإسرائيليين واليهود الأميركيين تجمّعوا في زاوية الشارع 48 والجادة الثانية في نيويورك، من أجل التظاهر ضد نتنياهو والتعديلات القضائية التي تدفعها حكومته، في مشهد غير مسبوق، وبدى كأنّ كابلان صارت في مانهاتن، حيث سُمع ضجيج المتظاهرين جيداً في الباحة خارج مقر الأمم المتحدة”.
وأضاف رافيد أنّ “نتنياهو، الذي صعد في نفس الوقت إلى منبر الجمعية العمومية كي يلقي كلمة، لأول مرة منذ 5 سنوات، لم يسمع المتظاهرين، لكن علمه بوجود تظاهرة حاشدة ضده خارج القاعة أقلقه كثيراً”، مشيراً إلى أنّ “من التقاه في الأيام الأخيرة في نيويورك وتحدث معه عن التظاهرات، لاحظ ذلك بسهولة”.
ورأى الكاتب أنّ “جلسة الجمعية العمومية كانت نعسة جداً، إذ حضر قلة من الدبلوماسيين لسماع كلمة نتنياهو، بحيث كانت القاعة بأغلبها فارغة، فيما كان عدد أعضاء حاشية رئيس الحكومة مشابهاً لعدد الدبلوماسيين الأجانب الذين كانوا في القاعة”.
وكما في خطابات سابقة لنتنياهو في الأمم المتحدة، “هذه المرة انتظر على المقاعد عدة عشرات مؤيدين يهود – أميركيين وإسرائيليين سابقين، بينهم أيضاً الذين عُدّوا في قائمة المتبرعين والممولين لنتنياهو ولعائلته على مر السنين، ليقفوا كل عدة دقائق خلال كلمته كجوقة تشجيع ويصفّقوا له”، وفق رافيد.
ولفت إلى أنّ “نتنياهو كرّس جزءاً طويلاً من خطابه للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الإسرائيلية التي قدّمت للعالم اختراقات تحبس الأنفاس”، بينما نسي إخبار المستمعين أنّ أصحاب المشاريع والتكنولوجيين الإسرائيليين أولئك “هم الذين يقودون الاحتجاج ضد التعديلات القضائية.
كما أنّ “نتنياهو لم يذكر التعديلات القضائية في خطابه بكلمة، فمن ناحيته، كلّما انتقل الحديث الإسرائيلي والدولي إلى السعودية، كان ذلك ممتازاً”، بحسب رافيد، الذي أشار أيضاً إلى أنّ مكتب نتنياهو أصدر 3 بيانات توضيح منذ وصوله إلى نيويورك، بعد أن زل لسانه ودعا إلى وضع “تهديد نووي” موثوق ضد إيران، ليفيد مكتبه بأنّه “قصد تهديداً عسكرياً”.
وتظاهر آلاف الإسرائيليين واليهود الأميركيين، أمس الجمعة، ضد نتنياهو قبالة مقر الأمم المتحدة في نيويورك. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “نتنياهو غير شرعي” و”العار على نتنياهو”، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
يأتي ذلك بينما تشهد “إسرائيل” منذ نحو 37 أسبوعاً تظاهرات احتجاجية على هذه التعديلات المدفوعة من جانب حكومة الاحتلال الإسرائيلي. ويتّهم معارضو نتنياهو، الذي يُحاكم بتهم فساد ينفي ضلوعه فيه، بالسعي من خلال التعديلات إلى تجنّب صدور إدانات قضائية بحقه.
واستقطبت التظاهرات تأييداً من مختلف الأطياف السياسية والمجموعات العلمانية والدينية والطبقة العاملة وموظفي قطاع التكنولوجيا وعسكريين احتياطيين.
وعرّضت التعديلات المقترحة الحكومة لانتقادات حلفاء “إسرائيل” بما في ذلك الولايات المتحدة.