كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال”، في تقرير، أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن، حثّ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على “التراجع عن ضربة استباقية ضد حزب الله في لبنان، بعد أيام من هجوم حماس”.
وبحسب الصحيفة، فإنّ الطائرات الحربية الإسرائيلية كانت في الجو “تنتظر الأوامر” عندما تحدث بايدن إلى نتنياهو في 11 تشرين الأول/أكتوبر، طالباً منه “التنحي والتفكير في عواقب مثل هذا الإجراء الذي قد يشعل حرباً إقليمية أوسع”.
وفي التفاصيل، فإنّ الولايات المتحدة تلقّت أول إشارة إلى “خطط إسرائيل المقترحة” لتوجيه ضربة استباقية صباح يوم 11 تشرين الأول/أكتوبر “نحو الساعة 6:30 صباحاً في واشنطن”.
حينها، “أبلغ المسؤولون الإسرائيليون البيت الأبيض على وجه السرعة بأنّهم يعتقدون أنّ حزب الله كان يخطط لهجوم، طالبين الدعم الأميركي لأنّهم كانوا يعلمون أنّ إسرائيل لا تستطيع القيام بذلك بمفردها”، بحسب مسؤولين أميركيين.
وأضاف المسؤولون أنّ “إسرائيل كان لديها معلومات استخباراتية – اعتبرتها واشنطن غير موثوقة – تُفيد بأنّ عناصر حزب الله كانوا يستعدون لعبور الحدود، كجزء من هجوم متعدد الجوانب، ممّا دفع بعض المسؤولين الإسرائيليين الأكثر تشدداً إلى حافة الهاوية”.
وفي وقت لاحق من ذلك الصباح، “اجتمع كبار مستشاري بايدن لمناقشة خطط إسرائيل المقترحة، حيث قرروا أنّ المخابرات الأميركية لا تتوافق مع إسرائيل”، وفق “وول ستريت جورنال”.
وبعد إطلاع بايدن، “أجرى مكالمة مع نتنياهو الذي لم يكن مقتنعاً تماماً بالضربة، وأيضاً مع أعضاء حكومته الحربية، وخاصةً وزير الدفاع يوآف غالانت، لحثّهم على التراجع، لكنّ الأخير أوضح أنّ حرباً أوسع أمراً لا مفر منه، وأراد استباق الهجوم”.
وبعد 45 دقيقة من المناقشة، “أنهى نتنياهو المكالمة قائلاً إنّه سيناقش الأمر مع حكومته”، بحسب مسؤولين أميركيين.
بالتوازي مع هذا الاتصال والمحادثات، كان شمال فلسطين المحتلة في حالة تأهب، إذ تلقى جنود الاحتلال الإسرائيلي على الحدود الشمالية أوامر عاجلة من قادتهم بأنّ “عليهم الاستعداد لمحاربة مقاتلي حزب الله الذين يحلقون بالمظلات ويقودون سياراتهم إليهم من جنوب لبنان”. كما أرسلت “إسرائيل” تنبيهاً إلى جميع مستوطنيها في المنطقة “للتوجه فوراً إلى الملاجئ”.
وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إنّ “التحذيرات، التي ثبت فيما بعد أنّها إنذارات كاذبة، كانت من بين سلسلة من الحوادث التي غذّت مخاوفهم من هجوم آخر”.
وقد استغرق الأمر نحو 6 ساعات من المكالمات والاجتماعات، قبل أن يوافق المسؤولون الإسرائيليون على التراجع، حيث أصرّت الولايات المتحدة على أنّ المعلومات الاستخباراتية لا تشير إلى هجوم وشيك لحزب الله، وفق الصحيفة.
وبعد الحصول على رد من بايدن، “قرّر نتنياهو وحكومة الحرب عدم المضي قدماً في الضربة الكبرى”، بحسب ما قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون سابقون.
“أكسيوس” : نتنياهو لم يرغب بالهجوم على لبنان
من جهته، علّق الصحافي الإسرائيلي في موقع “أكسيوس” الأميركي، باراك رافيد، على تقرير “وول ستريت جورنال”، قائلاً إنّ “الأميركيين عارضوا الهجوم، لكنّهم لم يكونوا عاملاً حاسماً في صنع القرار”.
وأوضح رافيد أنّ “نتنياهو لم يرغب في مهاجمة لبنان، بحيث لم يقنعه بايدن بعدم القيام بذلك”، بينما “أراد غالانت ورئيس الأركان شنّ هجوم في بداية الحرب”.
وأضاف أنّ “نتنياهو لم يتلقَّ مكالمات من غالانت في 11 تشرين الأول/أكتوبر لعدة ساعات، لأنّه لا يريد الهجوم”، وفي الوقت نفسه، “أغلق الاتفاق مع بني غانتس على الانضمام إلى حكومة الطوارئ”.
كما أشار رافيد إلى أنّه “عندما جرى الاتفاق على حكومة الحرب في ذلك المساء، شعر نتنياهو بثقة أكبر مع وجود اثنين من رؤساء الأركان السابقين إلى جانبه، بحيث عارض غانتس وآيزنكوت الهجوم على لبنان، ورفضوا مبادرة غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي”.
بدروه، نفى مكتب رئيس حكومة الاحتلال تقرير “وول ستريت جورنال”، قائلاً إنّ “نتنياهو قرّر في اليوم الأول من الحرب أنّ إسرائيل ستتحرك أولاً لتحقيق نصر في الجنوب مع ردع هجومي في الشمال، في سياسة اعتمدها الكابينت”.
وأوضح المكتب أنّه “في اليوم الرابع من الحرب، وُجدت فرصة لبدء هجوم فجائي على حزب الله في لبنان، وهذا الأمر طرح على وزير الأمن الذي دعم الخطوة والى جانبه عدد من المسؤولين الكبار في المؤسسة الأمنية والعسكرية، لكن رئيس الحكومة، ومعه المنضمين الجدد إلى الحكومة، غانتس وإيزنكوت عارضوا ذلك”.
وحين أصبحت النقاشات بشأن هذا الإحتمال جدية في اليوم الرابع من الحرب، “جرت محادثة هاتفية بين بايدن ونتنياهو قبل جلسة الكابينت بشأن الموضوع”.
وبعكس “وول ستريت جورنال”، قالت “القناة 13” الإسرائيلية إنّه “لم يكن هناك طائرات في الأجواء فوق لبنان خلال المكالمة”.
وأفاد الإعلام الإسرائيلي بأنّه “جرت الكثير من المحادثات مع مسؤولين أميركيين، حتى أنّ جزء منهم أجرى عدة محادثات مع عدد من المسؤولين الإسرائيليين، مثل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، وكان جميعم متفقون على عدم الذهاب الى الهجوم الاستباقي”.