أيام مباركة تطل على جميع مسلمي العالم، وبركات كثيرة منها خاصة بحجاج بيت الله الحرام، ومنها عامة تخص العالم بأسره، فالحج بركة لجمع المسلمين من جميع أنحاء العالم في بقعة طاهرة، لتوحيد الصف والكلمة والفكر، الحج هو نعمة عظيمة لغذاء الروح وتنقيه النفوس وغفران الذنوب.
إضافة إلى ذلك هناك نعم لا تعد ولا تحصى تخص هذا الفرض العظيم، فهو يحمي من الفتن والتفرقة، وهذا ما ينعكس على أمان كل العالم بأكمله، فكل ما يفعله الحاج في عبادته وسفره له انعكاس على أهله وأهل منطقته، فتجمع الالحجاج بهذه الصورة العظيمة تهيب أعداء الدين والإسلام.
وتأتي مسألة الأضاحي التي تشكل دعماً مهماً في هذه الأيام لفقراء العالم، فهي بركة من الله عز وجل إلى عباده الفقراء، فرزق الله عظيم، وما تذبح من أضاحي هي قربان لله تعالى، وهي بركة للفقراء في كل العالم.
ويقبل الحجاج لشراء قسائم الهدي والفدية وكذلك الأضحية والصدقة من “مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي” من المنافذ المنتشرة في محيط الحرم المكي في خطوة أساسية لإتمام شعائرهم، وتساعد أيضاً في التخفيف من حدة أزمة الجوع التي تدق أجراس الخطر في العالم.
ويشتري الحاج سنداً أو أكثر بعدد الأغنام التي يرغب في شرائها، وبإمكانه الذبح بنفسه أو تحت إشرافه، ثم تتولى إدارة الأضاحي إتمام عملية التجميد والتغليف والتوزيع في ثمانية مجمعات تمتد على أكثر من مليون متر مربع في مكة.
أنشئ مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي عام 1403هـ وأسندت مهمة إدارته إلى البنك الإسلامي للتنمية، ويشرف على أعمال المشروع لجنة الإفادة من الهدي والأضاحي المشـكّـلة من عـدد من الجهات الحكومية في المملكة العربية السعودية.
وخلال نحو 40 عاماً، استفادت 30 دولة تقريباً من اللحوم التي وزعها المشروع، من بينها: العراق وسورية ولبنان وفلسطين والسودان وجيبوتي وموريتانيا فضلاً عن مجموعة من الدول الأفريقية، وهو الجهة الوحيدة في المملكة التي تتعامل مع ذبائح الحجيج.
ووفقاً لموقع أضاحي الإلكتروني، يشرف على عمليات التوزيع للمستحقين خارج السعودية مندوبون من المشروع بالاشتراك مع سفارات السعودية في أكثر من 30 دولة مستفيدة وبالتنسيق مع حكومات هذه الدول. ووسط أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب الأزمات العالمية المتتالية، هناك نحو 50 مليون شخص يقفون على حافة المجاعة بحسب برنامج الأغذية العالمي.
وقالت وكالات الأمم المتحدة الأربعاء إن مستويات الجوع في العالم زادت العام الماضي بسبب جائحة كوفيد-19، كما تثير حرب أوكرانيا وتغير المناخ مخاطر المجاعة والهجرة الجماعية على “نطاق غير مسبوق” هذا العام.
ويقول الدكتور عمر عطية نائب المشرف العام للشؤون المالية والإدارية في “أضاحي”: “مستعدون تشغيلياً في موسم الحج هذا العام لذبح ما يقرب من 900 ألف رأس من الأغنام… وكنا قبل الجائحة نصل إلى مليون رأس”، وهو ما يساوي تقريباً 12 مليون طن من اللحوم. وتجرى معالجة اللحوم بعد الذبح وتعبئتها بتقنية ألمانية بحيث يمكن استخدامها خلال 12 شهراً.
ويوضح عطية “نعمل في المشروع على مكافحة الفقر والتخفيف عن المستحقين، كذلك نحرص على أن تكون لنا شبكة كبيرة من المتعاونين والموزعين سواء من الجهات الحكومية أو المجتمع المدني أو جهات الإغاثة العالمية.
“نركز بشكل كبير على توزيع اللحوم في الأماكن ذات الاحتياج العالي، ونتمنى أن تتوسع هذه العمليات لتكون المساهمة أكبر وأكبر في التخفيف عن المحتاجين”.
وبدأ مشروع أضاحي بالفعل هذا العام التنسيق لتلبية احتياجات اليمن وتجمعات المهاجرين السوريين، وأيضاً مخيمات للاجئين وتجمعات متضررة من الكوارث في منطقة شرق وجنوب شرق آسيا.
يقول عطية “لدينا إحصاءات دقيقة لمستوى الاحتياج العالمي، ونعمل على إعادة جدولة أولوياتنا سنوياً للمحتاجين داخلياً وخارجياً” وفقاً للمستجدات.
وذكر عطية “في الأجل الطويل نطمح في أن تكون هناك مساهمة قوية لمشروع الأضاحي في التخفيف عن المستحقين وهذا بالطبع مبنى على رؤية المملكة 2030 التي تتحدث عن مضاعفة أعداد الحجاج خلال السنوات القادمة وبالتالي زيادة كبيرة في الهدي والأضاحي والصدقات والفدية إضافة إلى تنشيط العمل طول العام”.
ويستهدف المشروع هذا العام توزيع أكثر من 160 ألف ذبيحة خارج السعودية بعد موسم الحج لتصل إلى 23 بلداً.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية في إصدار عام 2022 من تقرير الأمم المتحدة للأمن الغذائي والتغذية، إن ما يصل إلى 828 مليون شخص، أي نحو 10 بالمئة من سكان العالم تأثروا بالجوع العام الماضي، بزيادة قدرها 46 مليون نسمة عن العام 2020، ونحو 150 مليون شخص عن العام 2019.