يرى الخبراء أن الجيش الأول الميداني هو الجيش العربي السوري إبان قيام الجمهورية العربية المتحدة وكان مقره سوريا وأطلق عليه هذا الاسم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ولكن بعد الانفصال بين مصر وسوريا أصبح الجيش الثاني والثالث في مصر فقط، حيث يقع الجيش الثاني بمدينة الإسماعيلية، أما الجيش الثالث ففي مدينة السويس.
ورغم مشاركة الجيش الأول الميداني في حرب أكتوبر، حيث كان يتكون من الحرس الجمهوري وفرقة مدرعة، ولواء مشاة ميكانيكية مستقل، وألوية مدفعية ميدانية، وفوج قوات خاصة، إلا أن التسمية اختفت بعد الحرب مباشرة، ولم يظهر في مصر إلا الجيشين الثاني والثالث والمنطقة المركزية العسكرية.
وأكدت المصادر أن سبب احتفاظ الجيش المصري بالأسماء الخاصة بالجيشين الثاني والثالث، هو مشاركتهما في حروب السويس والإسماعيلية، وهناك معارك سجلت بأسماء الجيشين لذلك وجب الاحتفاظ بالأسماء الخاصة بهما.
وتصادف أمس الأربعاء، أول وحدة عربية بين قطرين عربين هما مصر وسوريا متمثلة في الجمهورية العربية المتحدة التي أقيمت في 22 فبراير 1958، وكانت أول محاولة جدية إلا أنها لم تدم طويلا.
انفضت هذه التجربة الوحدوية بانقلاب في سوريا في 28 سبتمبر 1961، لكنها بقيت التجربة الوحدوية الوحيدة في المنطقة العربية التي تجاوزت عتبة الإعلان وعاشت أقل من 4 سنوات، في حين بقيت تجارب وحدوية أخرى جرت في أوقات لاحقة مجرد إعلانات عابرة لم تعمر طويلا ولم تدخل حيز التنفيذ على الأرض.
تبنت الدولة الوليدة علم الثورة المصرية عام 1952 والمكون أفقيا من الألوان الأحمر والأبيض والأسود، وأضيف إليه نجمتان تمثلان القطرين، فيما أقر العراق في عام 1963 نفس العلم بثلاثة نجوم، فيما قاعدة هذا العلم ثلاثي اللون ترتكز عليها في الوقت الحالي أعلام مصر والسودان واليمن، كما كانت ليبيا تعتمده في فترة خلال سبعينيات القرن الماضي.
كان لتلك الوحدة بين قطرين عربيين متباعدين جغرافيا ولا تربطهما حدود مشتركة، تأثير لاحق وإن كان رمزيا، فقد احتفظت مصر باسمها الرسمي الجمهورية العربية المتحدة حتى عام 1971، فيما أبقت سوريا على علم الألوان الثلاثة بنجمتين.
كانت مصر بقيادة عبد الناصر باعتبارها أكبر دولة عربية سكانا وجيشا في تلك الحقبة مركز ثقل للقوى الثورية العربية، فيما كانت سوريا كما وصفها الرئيس المصري الراحل تمثل “قلب العروبة النابض”. وظهر ذلك في الاستقبال الجماهير الضخم الذي حظى به ناصر في دمشق في أول زيارة له بعد الوحدة.
في 28 سبتمبر 1961، قامت مجموعة من ضباط الجيش السوري بانقلاب وأعلنت خروج سوريا من الجمهورية العربية المتحدة، وأرجع ذلك إلى التهميش الذي مورس على البلاد، إلا أن قادة الانقلاب حاولوا التفاوض مع القاهرة على اتحاد بشروط جديدة، لكن عبد الناصر رفض التسوية، وعادت الأوضاع إلى ما كانت عليه، وبقيت تلك الوحدة أقصى إنجاز لعبد الناصر في طريقه صوب هذا الحلم.
المصدر: RT