صرّح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس الأربعاء، بأنّ “أنقرة تسعى لإقامة علاقة دائمة مع إسرائيل”.
جاء ذلك خلال لقاءٍ مع صحافيين إسرائيليين موجودين في تركيا في رحلة مدّتها ثلاثة أيام، ومموّلة بالكامل من قبل مديرية الاتصالات، وهي جزء من مكتب الرئيس رجب طيب إردوغان، بحسب ما أفاد الإعلام الإسرائيلي.
وأضاف جاويش أوغلو: “تركيا وإسرائيل لديهما مصالح مشتركة”، وأنّ بلاده “مستعدة لتطوير التعاون الثنائي والحوار الإقليمي من خلال أجندة إيجابية”، مشيراً إلى أنّ “دفء العلاقات الثنائية يعتمد على سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين”.
وتابع: “منذ العام 1949 شهدت علاقتنا تقلبات، وذلك بسبب انتهاكات لحقوق الفلسطينيين، لا بسبب مشاكل في علاقاتنا الثنائية”، مضيفاً: “نتوقع من الجانب الإسرائيلي احترام القانون الدولي بشأن القضية الفلسطينية من أجل علاقة دائمة”.
ولفت جاويش أوغلو إلى أنّ بلاده تريد “تطوير إمكانات التعاون مع “إسرائيل” في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار والعلوم والتكنولوجيا والزراعة والأمن الغذائي”، مؤكّداً وجود “زخم جديد في العلاقات الثنائية في الوقت الراهن”.
وبحسب صحيفة “جيروزاليم بوست”، فإنّ وزير الخارجية التركي أوضح أنّ لبلاده “حجم تعاون تجاري كبيراً مع إسرائيل”، لافتاً إلى أنّ “حجم التجارة الثنائية زاد بشكل كبير في السنوات الثلاث الماضية، على الرغم من جائحة كورونا”.
وأضاف: “على الرغم من أنّ الجائحة قلّلت من السياحة أيضاً، لكن نأمل هذا العام استضافة المزيد من السيّاح الإسرائيليين في تركيا”.
ووفقاً لجاويش أوغلو: “هناك حماسة واضحة للمضيّ قدماً في خط أنابيب الغاز الطبيعي المحتمل، إذا تمّ العثور على الشروط الاقتصادية الصحيحة”.
بيرقدار: هناك تعقيدات في خطة أنابيب الغاز المشتركة مع “إسرائيل”
وفي السياق ذاته، صرّح نائب وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار للوفد الصحافي الإسرائيلي بأنّ “وفوداً إسرائيلية تركية كانت تناقش في العام 2017 إنشاء خط أنابيب الغاز، وكان سيبدأ العمل به في غضون 4 إلى 5 سنوات، أي بحلول 2021-2022”.
وأشار بيرقدار إلى أنّ “خط الأنابيب يمكن أن يتحرك إلى الأمام بشكل أسرع، نظراً إلى التقدم الذي أحرزته “إسرائيل” في ما يتعلق بحقل ليفياثان للغاز الطبيعي”.
وتابع: “نحن بحاجة إلى مقاربة عملية وإبداعية وبنّاءة، إذا كان ذلك يساعد في معالجة بعض الصراعات في المنطقة أو على الصعيد الثنائي… نحن نرضى بذلك”.
وقال بيرقدار إنّ “خط الأنابيب التركي – الروسي يقترب من ألف كيلومتر (ما يقرب من ضعف حجم خط الأنابيب الإسرائيلي – التركي المحتمل)، تمّ بناؤه في غضون 3 سنوات، لأنّ الإرادة السياسية للمضي قدماً كانت قوية”، لافتاً إلى أنّ “البحر الأسود قد يكون منطقة أكثر صعوبة لبناء خط أنابيب من البحر الأبيض المتوسط”.
وفي الوقت نفسه، أشار وزير الطاقة التركي إلى “وجود العديد من التعقيدات في العمل بين الجانبين الإسرائيلي والتركي، وكذلك داخل القطاعين الخاصين الأميركي – الإسرائيلي المشاركَين في مشروع ليفياثان”، معرباً عن أمله في “حدوث تقدم بعد الزيارة المتوقعة من قبل جاويش أوغلو لإسرائيل في نهاية أيار/مايو”.
ورفض بيرقدار مشروع خط الأنابيب الإسرائيلي المنافس النظري مع اليونان وقبرص وإيطاليا، باعتباره “وسيلة غير واقعية لتلبية احتياجات الغاز الطبيعي الأوروبية، أحد الأهداف الرئيسية المعلنة للمشروع”.
وكان موقع “إسرائيل دفينيس” قد أشار إلى أنّ “المفاوضات بشأن إنشاء خط أنابيب غاز مشترك، ليكون بديلاً من التزوّد بالطاقة الروسية، معقدة وقد تستمر وقتاً طويلاً”، لافتاً إلى أنّ “الأمر يتعلق أيضاً بخطة لنقل الغاز من الإقليم الكردي في العراق إلى تركيا بمساعدة إسرائيلية”.
وفي وقت سابق، توقّع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان زيارةً لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى تركيا قريباً.
وأضاف إردوغان: “رئيس الوزراء الإسرائيلي قد يزور تركيا، ومع هذه الزيارة يمكن إطلاق مرحلة جديدة في العلاقات التركية الإسرائيلية”، مشيراً إلى أنّ “ملف الغاز الطبيعي قد يصبح من أهم الخطوات المشتركة التي سيتم اتخاذها في العلاقات مع إسرائيل”.
وصرّح بأنّ التضافر المزمع إنشاؤه مع “إسرائيل”، خصوصاً في مجال الطاقة، يُعدّ “مصلحة مشتركة للطرفين”، معرباً عن رغبته في الحفاظ على الزخم الذي اكتسبته العلاقات الثنائية خلال زيارة الرئيس إسحاق هرتسوغ إلى تركيا في الـ 9 من آذار/ مارس المنصرم.