يزداد الاهتمام الأميركي في الآونة الأخيرة بالقدرات الإيرانية البحرية، نظراً لحاجة الأميركيين إلى ضمان عملياتهم مع الحلفاء في أكثر من بقعة بحرية في الشرق الأوسط وحمايةً للممرات المائية التي توفر نقل إمدادات الطاقة قبالة سواحل غرب آسيا.
وينظر الخبراء العسكريون في الولايات المتحدة إلى القدرات البحرية الإيرانية بكثير من القلق، خاصة وأن حرس الثورة تحديداً يبني قدرات غير كلاسيكية على صعيد تصنيع أعداد لا تُحصى من القوارب الصغيرة والمتوسطة المزودة بالصواريخ والطوربيد والقادرة على نشر الألغام البحرية، كما إطلاق طائرات من دون طيار وشن عمليات هجومية ضد مختلف القطع البحرية المعادية من أحجام أكبر، بما في ذلك حاملات الطائرات العملاقة.
وفي هذا السياق، كشف تقرير صادر عن البحرية الأميركية أن إيران تصنع زورقاً هجومياً لا يمكن رصده بالرادار. وأظهرت صورٌ لأقمار صناعية تجارية لحوض لبناء السفن في جزيرة “قشم” وجود هيكل حديث لما يشبه الزورق العصري المزود بالصواريخ.
وبحسب الصور التي حصلت عليها البحرية الأميركية، فإن الزورق الشبحي يظهر إلى جانب طرّاد صاروخي آخر يُعتقد أنه من طراز “الشهيد سليماني” الذي أعلنت عنه البحرية الإيرانية قبل فترة.
ويبدو أن المهندسين الإيرانيين يصنعون طراداً جديداً بعرض 14 متراً.
ولم تستطع البحرية الأميركية تحديد نوع الطرّاد المرصود، كونه يفتقد إلى مهبط للطائرات المروحية كما هو حال جميع أنواع الزوارق الإيرانية من طراز “الشهيد سليماني”، ولكنها لاحظت وجود منصة صواريخ عند السطح الخلفي للزورق، مرجحة أن تكون مخصصة لصواريخ “نور” أو “قادر” المضادة للسفن، والتي تُعتبر المثيل الإيراني للصاروخ الشهير C 802.
ورجحت البحرية الأميركية أن يكون الزورق الجديد مخصصاً لحرس الثورة نظراً لشكل الهيكل الذي يوحي بسرعته (بسبب عدم وجود زوايا حادة)؛ ما يرجح أنه سيُستخدم في العمليات اللاتناظرية التي يُتقنها الحرس.
ولم تدخل القطع البحرية من طراز “الشهيد سليماني” الخدمة الفعلية في الجيش الإيراني أو حرس الثورة، ولكنّ العمل جارٍ على قدم وساق لتطوير ثلاثة أنواع مختلفة من هذه الزوارق السريعة والمصممة لتفادي الرادار.
ورصد الأميركيون باهتمام بالغ بناء إيران لفئة جديدة من السفن الحربية قبل عام تقريباً في حوض للسفن في بوشهر، وثانٍ في بندر عباس وثالث في قشم، حيث يعتقد الأميركيون أن إيران تبني غواصات حديثة.
وإضافةً إلى المعلومات التي استنتجها الأميركيون من صور الأقمار الصناعية، فمن المؤكد أن الزوارق الجديدة ستكون قادرة أيضاً على المشاركة في أنشطة الدفاع الجوي للجمهورية الإسلامية عند الحاجة، وهو ما عدّه العديد من المحللين تحولاً في العقيدة العسكرية للبحرية الإيرانية.
ولطالما استند حرس الثورة تحديداً إلى زوارق صغيرة الحجم في عملياته في مياه الخليج، ولكن حجم الزوارق الحديثة ومواصفاتها وقدراتها التسليحية يدل على تطور هام على صعيد بناء قوة بحرية محلية.