شهد العام المنقضي 2021 أحداثا رياضية حافلة بمختلف أنواعها حول العالم في الألعاب الأولمبية وكأس أمم أوروبا وانتقالات اللاعبين والدوريات الأوروبية الكبرى والرياضات الأخرى ووصولا إلى بطولة كأس العرب.
وكان عام 2021 حافلا بالأحداث الرياضية العالمية الكبرى، بعدما حرمت جائحة كورونا المحترفين من المنافسات الدولية.
إيطاليا تحرم إنجلترا من الفوز بكأس أمم أوروبا على أرضها
أمام أعين الجمهور الإنجليزي، اختطفت إيطاليا لقب بطل أمم أوروبا لكرة القدم من منتخب “الأسود الثلاثة” الذي لم يحصل على أي لقب دولي منذ فوزه بكأس العام في 1966.
وعرف المنتخب الأزرق كيف يعود في النهائي بعد تلقيه هدفا مبكرا ليفوز بالنهاية بركلات الترجيح. وكان طريق الإيطاليين حافلا بالإثارة بعد صدمة عدم تأهلهم لكأس العالم (2018)، وذلك لأول مرة منذ ستين عاما. وتمكن المدرب روبرتو مانشيني من بناء كتيبة قادرة على الفوز والإبداع.
في المقابل، ورغم عودة مهاجم ريال مدريد كريم بنزيمة إلى صفوفه، لم يتمكن المنتخب الفرنسي من بلوغ أدوار متقدمة في البطولة بعد خسارة دراماتيكية ضد منتخب سويسرا في ثمن النهائي.
كأس العرب تجلب الأنظار قبل عام من مونديال قطر
شكلت كأس العرب التي تبناها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا: بروفة جيدة لقطر قبل عام من استضافتها كأس العالم للمرة الأولى في الشرق الأوسط. عرفت المسابقة اهتماما واسعا في العام العربي وشهدت حضورا جماهيريا كبيرا وتنافسا عاليا حسمته الجزائر بطلة أفريقيا لمصلحتها في 18 كانون الأول/ ديسمبر بفوزها على تونس في النهائي 2-0 بعد وقت التمديد.
المتاعب النفسية أثرت على أداء نجوم عالميين خلال الألعاب الأولمبية
كان إعلان نجمة الجمباز العالمية سيمون بايلز في 28 تموز/ يوليو انسحابها من المسابقة الفردية العامة والقفز الجمباز الأرضي في دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو صادما.
وفي مشاركتها الأولمبية الثانية في عمر 24 عاما، قالت بايلز إنها عانت من فقدان الثقة. وتربت بيل في حضن أم مدمنة على الكحول والمخدرات قبل أن تتكفل عائلة باستقبالها ثم تواجه ضغطا كبيرا عندما أصبحت بطلة عالمية. وفي 2018، كشفت أنها كانت إحدى ضحايا المدرب السابق للمنتخب الأميركي لاري نصار الذي أدين بالتحرش الجنسي ضد لاعبات الجمباز.
ورغم كل الصعوبات شاركات سيمون بايلز في الأولمبياد وحصدت ميدالية برونزية في منافسة عارضة التوازن.
وخلال نفس الأولمبياد، غادرت بطلة كرة المضرب اليابانية ناومي أوساكا المنافسات مبكرا من الدور ثمن النهائي بعد معاناتها من مشاكل نفسية في وقت سابق أثناء مشاركتها في دورة رولان غاروس في باريس. وبفضل حديث تلك النجمات عن مشاكلهن النفسية، تشجع رياضيون كثر لكشف مشاكل من نفس النوع.
إنجازات للعرب في الألعاب الأولمبية
حقق العرب أكبر حصيلة من الميداليات في تاريخ مشاركتهم في الألعاب الأولمبية بحصولهم على 18 ميدالية منها 5 ذهبية. وجاء التتويج بالمعدن النفسي من القطريين معتز برشم في اختصاص الوثب العالي وفارس إبراهيم حسونة الذي نال ذهبية رفع أثقال وزن 96 كيلوغرام رجال. ونالت المصرية فريال عبد العزيز ذهبية الكاراتيه لتصبح أول رياضية مصرية تفوز بميدالية ذهبية في تاريخ الأولمبياد.
كما حصل العداء المغربي سفيان البقالي على ذهبية سباق 3000 متر موانع. فيما كان السباح التونسي أحمد الحفناوي مفاجئة الأولمبياد بنيله ذهبية سباق 400 سباحة حرة.
محمد صلاح.. رقم صعب في “البريمييرليغ”
قدم النجم المصري، محمد صلاح، عاما مميزا رفقة فريقه ليفربول الإنجليزي، إن كان على صعيد الدوري أو دوري أبطال أوروبا.
وخاض صلاح 39 مباراة مع “الريدز” وأحرز 24 هدفا مقابل صناعته لـ11 تمريرة حاسمة لزملائه، ما يعني أن “الفرعون” ساهم بـ35 هدفا مع فريقه في عام كروي واحد، وهذا رقم أكثر من مميز.
وفي عملية حسابية بسيطة، يتضح أن محمد صلاح ساهم بـ0,89 هدف في كل مباراة لعبها مع فريق ليفربول خلال منافسات عام 2021، أي أنه قريب من هدف في كل مواجهة، ما يكشف التأثر الكبير للهداف المصري الذي بات رقما صعبا في “البريميرليغ”.
الدوريات الأوروبية الكبرى
شهدت الدوريات الخمس الكبرى مفاجآت في الفرق التي توّجت بالألقاب، خصوصًا في الدوري الإيطالي الذي شهد نهاية هيمنة يوفنتوس والدوري الإسباني بعدما خسر برشلونة وريال مدريد المنافسة على اللقب والدوري الفرنسي بخسارة باريس سان جيرمان المدجج بالنجوم لصالح ليل.
وفي الدوري الإسباني توّج أتلتيكو مدريد بطلا بفارق نقطتين عن جاره اللدود ريال مدريد، وفي الدوري الإيطالي حصد إنتر ميلان اللقب متقدما بفارق 12 نقطة عن ميلان.
وفي الدوري الإنجليزي الممتاز نال مانشستر سيتي اللقب بفارق 16 نقطة عن مانشستر يونايتد، وفي الدوري الألماني احتفظ بايرن ميونخ باللقب بفارق 9 نقاط عن بوروسيا دورتموند، وفي الدوري الفرنسي انتهى الصراع بفوز ليل باللقب بفارق نقطة واحدة عن باريس سان جيرمان.
ميسي في باريس ورونالدو في مانشستر
بعد يومين عن الإعلان الرسمي لمغادرته برشلونة حيث قضى كل مسيرته الكروية، أمضى النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في 10 آب/ أغسطس عقدا بعامين مع باريس سان جرمان قابل للتمديد موسما إضافيا. والتحق ميسي البالغ 34 عاما بزميله السابق نيمار في نادي العاصمة الفرنسية.
ورغم أنه يعد ضمن أفضل لاعبي كرة القدم في التاريخ، فإن “البولغا” لم يصل بعد إلى أفضل مستوياته مع فريقه الجديد وسجل هدفا واحدا وقدم أربع تمريرات حاسمة في الدوري الفرنسي. لكن فوزه بلقب كوبا أميركا (كأس أمم أميركا الجنوبية) هذا الصيف مكنه من الفوز بالكرة الذهبية للمرة السابعة في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر.
وفي الأيام الأخيرة على غلق باب الميركاتو الصيفي، عاد البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى صفوف مانشستر يونايتد الإنجليزي قادما من يوفنتوس الإيطالي بعد 12 عاما على رحيله عن ملعب “أولد ترافورد”.
نوفاك جوكوفيتش يخفق في تحقيق رباعي غراند سلام
بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق إنجاز كبير، فشل الصربي نوفاك جوكوفيتش في الفوز بنهائي بطولة أميركا المفتوحة للتنس أمام الروسي دانييل ميدفيديف في 12 أيلول/ سبتمبر ليفشل في الانضمام إلى قلة من لاعبي الكرة الصفراء الذين نالوا شرف تحقيق بطولات رولان غاروس وويمبلدون وبطولتي أميركا وأستراليا في عام واحد.
وكان آخر من حقق هذا الإنجاز لدى الرجال البطل الأسترالي رود لافر في سنة 1968 وكان قد حقق نفس الإنجاز في 1962. وكان الأميركي دونالد باج أول من حقق هذا الإنجاز في 1938. لدى السيدات، كانت آخر من حققت هذا الإنجاز الألمانية شتيفي غراف في 1988 وسبقتها إليها كل من الأسترالية مارغريت كورت في 1970 والأميركية ماورين كونول في 1953.
كما تعرض جوكوفيتش إلى خيبة أمل خلال الألعاب الأولمبية باكتفائه بالمركز الرابع كما انسحب من المشاركة في نهائي الزوجي المختلط. لكن يمكن له أن يبقى فخورا بتحقيق إنجازات كبيرة خلال نفس العام بينها الحصول على لقبه العشرين في بطولات غران سلام. كما اختير للمرة السابعة لاعب العام من قبل الاتحاد الدولي لكرة المضرب.
لفة أخيرة تمنح السائق ماكس فيرستابن لقب بطولة الفورمولا واحد
بعد سنوات من سيطرة مطلقة للبريطاني لويس هاميلتون، اختطف الهولندي ماكس فيرستابن لقب بطل الفورومولا واحد في 12 كانون الأول/ ديسمبر بفوزه بجائزة أبو ظبي بعد أن تجاوز منافسه في اللفة الأخيرة. وفاز صاحب الأربعة وعشرين عاما بلقبه الأول.
وللمرة الثانية في تاريخ هذه الرياضة منذ بدء البطولة في 1974، بدأ المتصدران السابق الأخير بتعادل في النقاط حيث بدأ فيرستابن في المركز الأول لكن هاميلتون حقق بداية أسرع ليتصدر السباق في المنعرج الأول. ولكن خروج الكندي نيكولاس لتيفي من الطريق قبل ست لفات عن نهاية السباق غير المعطيات حيث مكن الهولندي من تغيير إطاراته والالتحاق بهاميلتون وتجاوزه في اللفة الأخيرة.
المصدر عرب 48