كانت الجماهير العاشقة لكرة القدم توجّه أنظارها إلى الدوريات الأوروبية لكي تشاهد نجوم اللعبة، فضلاً عن انتظارها لكأس العالم الذي يقام كل 4 أعوام، وكان حضور أي لاعب من بين هؤلاء النجوم إلى بلدهم يشكّل عرساً كروياً، كما حدث عندما جاء بيليه إلى العاصمة اللبنانية بيروت في العام 1975.
أما اليوم فلم تعد الأنظار موجّهة إلى الدوريات الأوروبية فقط، لم تعد الجماهير ترغب في مشاهدة ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد وليفربول ومانشستر سيتي وميلان وإنتر وغيرها فقط، بل باتت الجماهير تنتظر أيضاً مباريات الدوري السعودي، لكي تشاهد رونالدو ونيمار وفيرمينو وماني وغيرهم من اللاعبين الكبار.
مارادونا في السعودية
في السعودية أيضاً، هناك ذكرى كروية قبل أن تصبح مشاهدة النجوم أكثر من مجرد حلم، هناك ذكرى خالدة في مدينة جدّة، عندما جاء الأرجنتيني الراحل دييغو مارادونا للعب مع الأهلي، يومها كان عرساً كروياً حقيقياً.
في تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1987، نظّم الأهلي مباراة ودية مع فريق بروندي الدنماركي في مهرجان رياضي كروي احتفالاً بمرور 50 عاماً (اليوبيل الذهبي) على تأسيس النادي.
دخل مارادونا الملعب يومها واستقبل كما الفاتحين، لأنّ دييغو مارادونا في كل مكان يملك ذكرى وله أثر، حتى في جدّة، يومها لم تصدّق الجماهير أن بطل كأس العالم 1986 وأفضل لاعبي العالم قد نزل أرض جدّة.
كانت العيون هناك شاخصة ولامعة سعيدة وفرحة، لعب الأهلي أمام بروندي وانتصر بحضور دييغو مارادونا 5-2، يومها سجّل دييغو هدفين، من بينهما هدف رائع جداً.
نثر مارادونا سحره، المعلّقان محمد رمضان وزاهد قدسي لم يصدّقا أنهما يعلّقان على مباراة لمارادونا وهو يلعب بقميص الأهلي، هكذا كانت حكاية الأسطورة مارادونا مع الأهلي السعودي، حيث رحل بعد أن سكن ذاكرة كرة القدم العربية.