كانت الأنظار شاخصة على تشيلسي الإنكليزي هذا الموسم، إذ إن النادي اللندني كان الأكثر نشاطاً في سوق الانتقالات سواء الصيفية أو الشتوية حيث أنفق أكثر من نصف مليار يورو وهو ما لم يفعله أي نادٍ في العالم وبين الأندية الكبرى في الكرة الأوروبية.
بداية من الصيف الماضي حيث تعاقد “البلوز” مع العديد من اللاعبين أبرزهم الفرنسي ويسلي فوفانا من ليستر سيتي الإنكليزي، والإسباني ماركو كوكوريا من برايتون الإنكليزي، ورحيم سترلينغ من مانشستر سيتي.
أما في الشتاء الماضي فكانت تعاقدات تشيلسي أكثر أهمية حيث ضم بطل العالم مع منتخب الأرجنتين، إنزو فرنانديز، من بنفيكا البرتغالي مقابل 121 مليون يورو ليجعله أغلى لاعب في تاريخ الدوري الإنكليزي الممتاز متخطياً الرقم القياسي السابق الذي دفعه مانشستر سيتي لضم جاك غريليتش من أستون فيلا وهو 115 مليون يورو.
النادي اللندني لم يكتفِ بذلك بل ضم الأوكراني ميخايلو مودريك من شاختار دونيتسك الأوكراني مقابل 100 مليون يورو إضافة إلى الفرنسي بنوا بادياشيل من موناكو الفرنسي مقابل 40 مليون يورو، كما ضمّ على سبيل الإعارة نجماً كبيراً هو البرتغالي جواو فيليكس من أتلتيكو مدريد الإسباني.
لكن ما هي النتيجة؟ صفر. تشيلسي خارج كل البطولات ومن دون أي لقب هذا الموسم. الفريق خرج قبل يومين من مسابقة دوري أبطال أوروبا بخسارته في ذهاب وإياب ربع النهائي بنتيجة 0-2 أمام ريال مدريد الإسباني.
تشيلسي فشل هذا الموسم في كأس الاتحاد الإنكليزي وكأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة.
الأهم من كل ذلك والخيبة الكبرى هي نتائج الفريق اللندني بالخسارات المتتالية في منافسات الدوري الإنكليزي الممتاز ما جعله في المركز الـ 11 في الترتيب وليتأكّد غيابه عن دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، وهو حتى يتجه للغياب عن المسابقة الأوروبية الثانية الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ”، وهذه خسارة فادحة للنادي من الناحيتين الفنية والمادية.
قرارات خاطئة
يمكن القول إن تشيلسي دفع غالياً ثمن القرار المتسرّع والخاطئ في بداية الموسم بإقالة الألماني توماس توخيل من تدريب الفريق بعد تراجع النتائج حيث لم يصبر عليه كثيراً علماً أن هذا المدرب كان قاد “البلوز” بسرعة قياسية وبعد 5 أشهر فقط من وصوله للتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2021. فأين كان تشيلسي مع توخيل وأين أصبح الآن؟
أما القرار الخاطئ الثاني فهو أن النادي اللندني استبدل الاسم الكبير في التدريب أي توخيل بغراهام بوتر الذي بدا ضعيف الإمكانيات التدريبية على الأقل مع فريق مثل تشيلسي ونجومه ليقرّر قبل أسابيع قليلة إقالته أيضاً وتعيين فرانك لامبارد بشكل مؤقت حتى ختام الموسم الحالي.
كذلك فإن كثرة تعاقدات تشيلسي تسبّبت في تخمة في اللاعبين وتغييرات عديدة في التشكيلة ما أثّر على الفريق، كما لا يمكن إغفال بعض الأخطاء الأخرى منها على سبيل المثال إعادة الألماني تيمو فيرنر إلى فريقه السابق لايبزيغ حيث لم يصبر عليه النادي بدوره، والإبقاء في المقابل على مواطنه كاي هافيرتز. وإذ بفيرنر يلمع هذا الموسم بينما لا يقدّم هافيرتز أي شيء للفريق علماً أنه ظل أساسياً في أكثر المباريات، لكن يبدو أن تسجيله هدف التتويج بلقب دوري الأبطال في مرمى مانشستر سيتي أدى إلى منحه ثقة مبالغة وفي غير محلها من النادي اللندني.
هكذا دفع تشيلسي في هذا الموسم الثمن غالياً مرتين، مرة الثمن مادياً بالمبالغ الطائلة التي أنفقها في التعاقدات، ومرة من خلال النتائج والقرارات الخاطئة.
هو موسم سيّئ لتشيلسي. هو موسم كارثي لتشيلسي. هو موسم للنسيان لتشيلسي. كل الصفات يمكن قولها تماماً كما خيبة هذا الفريق التي لا يمكن وصفها.