وقفت الجزائر، رسميا وشعبيا، وبإصرار امام تيار التطبيع الذي بدأ يتغلغل في البلدان العربية، بسبب بعض الانظمة الرجعية والدائرة في الفلك الامريكي، حتى وصل الى المغرب، التي استقبلت مؤخرا، مجرم الحرب بيني غانتس، وفتحت امامه المعابد اليهودية، ليصلي فيها ويدعو للجنود الصهاينة الذين يقتلون أطفال ونساء وشيوخ فلسطين.
رغم ان الرفض الرسمي الجزائري للتيار التطبيعي، هو أقوى رفض عربي رسمي بين جميع الدول العربية المغاربية، الا ان الرفض الشعبي كان لافتا، لاسيما رفض الرياضيين الجزائريين، الذين لم يتركوا مناسبة الا واغتنموها لاظهار رفضهم الاعتراف بالكيان الاسرائيلي والتطبيع معه، ودعمهم اللامحدود للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
اللافت ايضا ، ان دعم الرياضيين الجزائريين للقضية الفلسطينية، كلفتهم غاليا، حيث ضحى العديد منهم بمستقبله الرياضي، بسبب حرمانهم من اللعب، من قبل الاتحادات الرياضية الدولية، التي عادة ما تتواطأ مع الإرهاب الصهيوني، عندما رفضوا اللعب امام رياضيين صهاينة، كما حدث مع بطل الجودو الجزائري فتحي نورين، الذي اعتزل اللعب نهائيا، وذلك على خلفية قرار اللجنة الأولمبية بإيقافه 10 أعوام بعد انسحابه أمام لاعب “إسرائيلي” في أولمبياد طوكيو الأخيرة.
التاييد الرياضي والشعبي الجزائري للقضية الفلسطينية، كان لافتا خلال فوز المنتخب الجزائري على نظيره المغربي، في ربع نهائي كأس العرب المقامة في قطر، حيث سارع اعضاء المنتخب الجزائري الى حمل الأعلام الفلسطينية خلال احتفالاتهم بالفوز، والتي كن يحملها ايضا مشجعو المنتخب الجزائري في الملعب.
آخر المواقف المشرفة للرياضيين الجزائريين، وليس آخرها، كان انسحاب رابح ماجر، ورفيق حليش، ورفيق صايفي، لاعبي منتخب الجزائر السابقين، من المباراة الاستعراضية التي جمعت أساطير الكرة العربية ونظرائهم أساطير الكرة العالمية، على هامش بطولة كأس العرب المقامة بقطر، احتجاجا على تواجد المدرب “الإسرائيلي” أفرام جرانت كمدير فني المنتخب أساطير العالم.
مواقف الرياضيين الجزائريين لاقت تأييدا كبيرا من رواد مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة، وخاصة من الفلسطينيين، الذي اعتبروا فوز المنتخب الجزائري على المنتخب المغربي فوزا لفلسطين. وأكدوا على ان المنتخب الجزائري هو المنتخب العربي الوحيد الذي يحرص، في كل مرة على رفع العلم الفلسطيني بموازاة العلم الجزائري، وأن ذلك يدل على عمق العلاقة التي تربط الشعب الجزائري بالقضية الفلسطينية.
على الصعيد الرسمي الجزائري، سجلت الجزائر حزمة مواقف لصالح فلسطين، ردا على محاولات تصفية القضية الفلسطينية، وإيجاد موطئ قدم لـ”اسرائيل” على الحدود مع الجزائر وشمالي إفريقيا، عبر التطبيع مع المغرب، حيث استقبلت الجزائر بحفاوة كبيرة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، واعلان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، عن اعتزام بلاده استضافة مؤتمر “جامع” للفصائل الفلسطينية قريبا، كما كشف تبون أيضا أن بلاده قررت منح شيك بـ 100 مليون دولار لدولة فلسطين، كما أعلن تخصيص 300 منحة دراسية في الجامعات الجزائرية لطلاب فلسطينيين.
ان الموقف الجزائري الرسمي والشعبي، جاء ليؤكد على ان الجزائر، ستبقى عصية ومحرمة على الاختراق “الاسرائيلي”، الذي يُعتبر الهدف الاول والاخير من وراء كل محاولات الكيان الاسرائيلي،التغلغل في المنطقة، وان رسالة هذا الموقف، ستصل عاجلا ام آجلا، الى جميع الشعوب العربية، ومفادها ان فلسطين ستبقى في قلوب وعقول الشعوب العربية والاسلامية والحرة في العالم، وان محاولات بعض الانظمة العربية الرجعية والدائرة في الفلك الامريكي، لتصفية القضية الفلسطينية وحذفها من ذاكرة الشعوب، ستبوء بالفشل، بفضل الموقف المشرفة لبلدان مثل الجزئر، ومحور المقاومة، الذين مازالوا يعتبرون القضية الفلسطينية ، هي قضية العرب والمسلمين الاولى، رغم كل محاولات المحور الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي.
المصدر وكالات