أحدثت الإهانات العنصرية التي تعرّض لها المهاجم البرازيلي فينيسيوس جونيور خلال مباراة فريقه ريال مدريد مع فالنسيا، أمس الأحد، في الدوري الإسباني لكرة القدم، ضجة واسعة بين جمهور الساحرة المستديرة حول العالم.
وبعد ليلة صاخبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أظهر خلالها أصدقاء فينسيوس تضامنهم الواسع معه. كشفت مصادر مطلعة مقرّبة من النجم البرازيلي عن توجّهه للتصعيد بعدما تعرّض له، حتى أنه قد “يُهدّد بمغادرة ريال مدريد وإسبانيا ككل”.
هل يغادر فينيسيوس ريال مدريد؟
بعد تعرّضه لإساءات خلال المواجهة التي خسرها فريقه على أرض فالنسيا، أمس الأحد، في المرحلة 35 من الليغا، لوّح فينيسيوس إلى أنه “سيهدد بالرحيل عن ريال مدريد في حال استمرار العنصرية بالملاعب الإسبانية”، حسب ما ذكر برنامج التشيرينغيتو الإسباني.
وكان اللاعب البرازيلي صاحب الـ22 عاماً، قد تفاعل بعد المباراة، مع ما حدث له في بيان عبر حسابه على تويتر قال خلاله: إن “ما ربحه العنصريون هو طردي. هذه ليست كرة قدم. العنصرية أمر طبيعي في الليغا (الدوري الإسباني)”.
وأضاف المهاجم الدولي الذي انضم لريال مدريد منذ 2018: “لم تكن المرّة الأولى، ولا الثانية أو الثالثة. (…) أنا حقاً حزين. البطولة التي كانت ملكاً لرونالدينيو، رونالدو، كريستيانو (رونالدو) وميسي، باتت ملكاً اليوم للعنصريين”.
وتابع فينيسيوس: “بلد جميل رحّب بي وأحبّه، لكنه وافق على تصدير صورة دولة عنصرية إلى العالم. أنا متأسف للإسبان الذين لا يتفقون مع هذا الرأي، لكن اليوم، في البرازيل، تُعدّ إسبانيا دولة عنصرية. وللأسف مع كل ما يحصل كل أسبوع لا يمكنني الدفاع… لكني قوي وسأحارب حتى النهاية ضد العنصريين. حتى لو كان ذلك بعيداً عن هذا المكان”.
ويُشار إلى أن مدرب ريال مدريد، الإيطالي كارلو أنشيلوتي كان قد تضامن مع لاعبه قائلاً: “لم يحدث لي مطلقاً أن فكّرت في إخراج لاعب بسبب العنصرية. ما حصل اليوم واجهناه سابقاً، لكن بهذه الطريقة، لا. هذا غير مقبول.
الدوري الإسباني لديه مشكلة مع العنصرية. والمشكلة ليست فينيسيوس. فينيسيوس هو الضحية. هناك مشكلة خطيرة للغاية”.
وقال أنشيلوتي إنه سمع هتافات «مونو»، أو «قرد» باللغة الإسبانية، ما دفع الحكم ريكاردو دي بيرغوس بينغوتشيا للتحدث مع مسؤولي الملعب الذين طالبوا بإيقاف الإساءات العنصرية فوراً، قبل أن تُستأنف المباراة بعد 10 دقائق.
وأضاف أنشيلوتي: “سألته إذا كان يريد الاستمرار باللعب، وبالفعل أراد ذلك. قال لي الحكم إنه يتعيّن عليه الاستمرار، وإنه سيطبّق بروتوكول (العنصرية) بحال تكرّر الأمر. لكن الأمر تكرّر، لأنه عندما رفع في وجهه البطاقة الحمراء، كان الملعب بأكمله يهتف قرد، قرد… لا يمكن لهذا الأمر أن يستمر.. أنا حزين جداً”.
نجوم كرة القدم يتضامنون مع “فيني”
مباشرة بعد بثّ اللقطات العنصرية، توالت المواقف الداعمة للبرازيلي فينيسيوس من نجوم اللعبة حول العالم.
وقال زميله حارس المرمى البلجيكي تيبو كورتوا: “لو قال فيني “سأترك الملعب” كنت سأغادر معه. لا يمكن تحمّل هذا الأمر”، مضيفاً أنه سمع “هتافات القردة نحو الدقيقة العشرين”.
وعلق زميله في المنتخب البرازيلي، نيمار بعبارة “نحن معك”، وانضم إليه في حملة التضامن المهاجم الدولي ريشارليسون، والأسطورة المعتزلة رونالدو (البرازيلي).
أما قائد منتخب فرنسا ونجم باريس سان جرمان كيليان مبابي، فكتب على انستغرام: “لست لوحدك. نحن معك وندعمك”.
وخلال مؤتمر صحفي في هيروشيما اليابانية، دان الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا “العنصرية” التي وقع اللاعب ضحيتها، وقال: “لقد هاجموه. وصفوه بالقرد. ليس ممكناً في القرن الحادي والعشرين وجود هذه الأحكام السابقة العنصرية في العديد من ملاعب كرة القدم”.
ومن بين الداعمين لفينيسيوس أيضًا، كان مدرب برشلونة تشافي هرنانديز، الذي قال بحسب فرانس برس: “لا يوجد شعار أو خصوم أو أندية. يجب القضاء على العنصرية بشكل نهائي. لا حصانة هنا، الأمر يتعلق بالبشر ونحن ندين أي عمل عنصري”.
في مقابل كل حملات الدعم، لم يتقبل رئيس رابطة الدوري خافيير تيباس اتهامات اللاعب البرازيلي، فتبادل معه الهجمات على مواقع التواصل الاجتماعي.
كتب تيباس: «نظراً إلى عدم قيام من يتوجب عليه أن يشرح لك ماهية الليغا وما يمكن أن تفعله في حالات العنصرية، حاولنا أن نشرح لك، لكنك لم تحضر في أي من التاريخين المتفق عليهما اللذين طلبتهما بنفسك. قبل انتقاد وإهانة الليغا، من الضروري أن تطلع نفسك بشكل صحيح».
ليردّ عليه فينيسيوس: “لست صديقك للتحدّث عن العنصرية. أريد تصرفات وعقوبات”.