أثار تقرير نشرته صحيفة “ليكيب” الفرنسية عن “منتخب القبائل” غضب الإعلام في الجزائر، وفي تعليقها على التقرير، اتهمت وكالة الأنباء الجزائرية المغرب بـ”دعم الصحيفة”.
وكانت “ليكيب”، وهي صحيفة فرنسية متخصصة في الرياضة، قد نشرت تقريرا الأسبوع الماضي، عن “منتخب القبائل” الذي أسسته في 2014 حركة “الماك” المطالبة باستقلال منطقة القبائل عن الجزائر.
و”القبائل” هي منطقة في شمال الجزائر، ويسكنها حوالي عشرة ملايين شخص من الأمازيغ، وهم جماعة عرقية أصلها في شمال أفريقيا، فيما يعيش أكثر من مليوني شخص من المنطقة في الشتات في جميع أنحاء العالم.
وتطالب حركة تحرير القبائل “الماك” باستقلال المنطقة، فيما تصنف الجزائر الحركة “إرهابية” منظمة 2021. يذكر أن المطالبات باستقلال منطقة القبائل توسعت على مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر في المدة الأخيرة.
وقالت الصحيفة إن “المنتخب القبائلي” يمثل المنطقة داخل “كونيفا” (CONIFA)، وهي “فيفا” للدول غير المعترف بها.
وأنشئت “كونيفا” في يونيو 2013، وتضم 54 اتحادا غير تابعة لفيفا. وهدفها تعزيز تنوع الشعوب من خلال كرة القدم. وتؤكد المنظمة أنها غير سياسية وهدفها منح الفرصة لبعض المناطق لتمثيل شعوبها، بحسب رئيسها بير أندرس بليند.
وأشارت الصحيفة إلى أن لاعبي “المنتخب القبائلي” يعيشون في المنفى، في باريس، بسبب ضغط سياسي جزائري. وذكر التقرير بمحاولة السلطات الجزائرية ثني لاعبي المنتخب عن المشاركة في بطولة كأس العالم، المخصصة لـ”الدول غير المعترف بها” في 2018، بعد تسريب لائحة اللاعبين المشاركين.
وفور نشر التقرير، هنأ فرحات مهني رئيس “حركة تحرير القبائل”، “الماك”، في تغريدة على تويتر، “طلبة العلوم السياسية الذين أعدوا الروبروتاج الجيد”، ونشره في “ليكيب”.
وكانت الجزائر أصدرت مذكرة توقيف دولية بحق مهني، واتهمته بالضلوع في “افتعال الحرائق” التي طالت المنطقة العام الماضي.
وهاجمت وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية صحيفة “ليكيب”، واعتبرت أن مقالها “كاذب ومجرد تزييف للحقائق”، مضيفة القول إن “ليكيب” فضحت نفسها كونها مارست بكل وقاحة “صحافة دفتر الشيكات” المحببة للمملكة المغربية.
وتابعت الوكالة “بخصوص هذا المنتخب الوطني القبائلي المزعوم، فهو مجرد افتراء مغربي لا غير”، مضيفة القول “لمنطقة القبائل فريق وطني وهو منتخب الجزائر الذي أخرج الآلاف من مواطني هذه المنطقة الباسلة والبطلة إلى الشارع للاحتفال بفوز الخضر بكأس العرب”.
ويأتي مقال “ليكيب” في وقت تحاول فيه باريس إحياء العلاقات مع الجزائر، والسبت تحدّث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون عبر الهاتف وناقشا “تهدئة ذاكرة الاستعمار (الفرنسي) وحرب الجزائر”، حسبما أعلن قصر الإليزيه في بيان.
وأثار مقال الوكالة الجزائرية سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال معلقون إن الوكالة الرسمية الجزائرية بدل انتقاد فرنسا التي تأوي حركة تحرير القبائل ومنتخب القبائل لكرة القدم أو انتقاد صحيفة “ليكيب” الفرنسية التي نشرت المقال، توجهت إلى انتقاد المغرب.وسخر مغرد:
وقال آخر:
بسبب تطرق صحيفة “l équipe” الفرنسية إلى موضوع منتخب القبائل الوطني لكرة القدم ومشاركته في البطولات الدولية، الإعلام العسكري الجزائري الرسمي كان في الموعد وأطلق اتهامات مجنونة ومضحكة كالعادة يتهم فيها الصحيفة الفرنسية بتسلّمها “شيكا” ماليا من المغرب لضرب استقرار الجزائر.
وقال معلقون إن الوكالة الجزائرية أغفلت أن هناك جزائريين يشتغلون في صحيفة “ليكيب”، وأنها يومية “مستقلة” صادرة من فرنسا، وليس لها أي ارتباط بالمغرب لا من قريب ولا من بعيد. وتهكم متفاعل:
وبالنسبة إلى وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، وفق معلقين، فإن الأخبار المهمة في الوقت الحالي ليست الوضع المقلق للمتقاعدين، ولا الفشل الذريع لزيارة الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون إلى مصر، ولا التسريبات المتفجّرة للسكرتير السابق الخاص للجنرال الراحل قايد صالح، ولا حتى فضيحة التنصّت على المكالمات الهاتفية المتعلقة باغتيال الصحافيين من قبل الأشباح الجزائريين الذين يعملون بأوامر من لطفي، نجل وزير الدفاع السابق خالد نزار.
بالنسبة إلى الوكالة الجزائرية، الخبر الحقيقي هو مقال صحيفة الرياضة الفرنسية “ليكيب” التي قررت إتاحة الفرصة للقبائليين من أجل المطالبة بحقوقهم “الرياضية” على الأقل.
يذكر أنه سبق لوكالة الأنباء الجزائرية أن اتهمت البنك الدولي بإعداد تقرير ضد الجزائر بأمر من المغرب.
وتصدر هاشتاغ #غرد_مثل_وكالة_الأنباء_الجزائرية الترند المغربي على مواقع التواصل للسخرية من تغطية وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية للشأن المغربي التي طغت على تغطية الشأن الجزائري. وانتقد متابعون التدفق الإعلامي الكثيف من الوكالة الجزائرية باتجاه المغرب طيلة الفترة الأخيرة وهو ما عكسه عدد القصاصات الإخبارية.
وتخصص الوكالة ما لا يقل عن 20 قصاصة إخبارية باللغتين العربية والفرنسية يوميا للشؤون الداخلية والخارجية للمغرب ضمن القسم الدولي الذي أصبح معنيا بالمغرب فقط.
ودائما ما يقرن المسؤولون في الجزائر كلمتي الحرب والإعلام في تصريحاتهم. وتسيطر على المسؤولين نظرية مفادها أن البلاد تواجه “مؤامرة من الخارج تتضمن موجة التدفقات الإعلامية الخارجية لإحباط معنويات الجزائريين والمساس بمصداقية مؤسسات الدولة الأكثر حساسية”.
صحيفة العرب