فجّر الملاكم الشهير موسى مصطفى فضيحة مدوية، حين كشف بالدليل أنه لم يحصل على أي منحة مالية نظير تحقيقه لأول ميدالية في ألعاب الأولمبياد التي أقيمت بلوس أنجلس الأمريكية سنة 1984، مشيرا إلى حرمانه منذ سنوات من حلم فتح مدرسة لتعليم فنون الملاكمة، وتكوين أبطال الغد، رغم الوعود الكثيرة التي تلقاها طيلة سنوات عمره من ولاة سابقين.
وقد ذكر موسى صاحب 58 سنة، أنه مستغرب للحملة التي تشن ضده منذ سنوات، بدليل أنه لم يتلق ولو مرة في حياته شرف الحصول على دعوة رسمية لمرافقة البعثات الجزائرية خلال الدورات الماضية، رغم حصوله على لقب تاريخي كأول رياضي جزائري يحصل على ميدالية برونزية في الألعاب الأولمبية سنة 1984، ونجح في رفع الراية الوطنية عاليا، بل حتى طلباته المتكررة التي ما فتئ يبعث بها للسلطات الوصية من أجل مساعدته على تجسيد مشروعه الرياضي، وطلبه إعانة استثنائية من صندوق ترقية الشباب والممارسات الرياضية، بحكم أنه أسس ناديا رياضيا، ومن حقه الحصول على مساعدة من الدولة، كل ذلك ـ يضيف ـ أنه لم يتحقق ونداءاته لم تصل إلى السلطات، وهو ما يحز في نفسه، خاصة أنه تحصل على 5 ميداليات ذهبية في مختلف المسابقات التي شارك فيها منذ سنة 1982 إلى 1987، الأولى كانت في البطولة العالمية العسكرية التي أقيمت بالعاصمة سنة 1982، ثم ميدالية أخرى ذهبية بالدار البيضاء سنة 1983، وذهبية جديدة سنة 1985 بالمغرب، ثم ميدالية ذهبية ببطولة الشرطة العربية بالعراق سنة 1986، فمشاركة ناجحة في الألعاب الإفريقية بكينيا سنة 1987 وبرونزية تاريخية في لونس أنجلس في سنة 1984، ومع ذلك لم يحظ يوما بتكريم أو منحة مالية منذ أكثر من 38 سنة خلت، وهي المعطيات التي جعلته في أكثر من مناسبة يعزم على تطليق الحياة الرياضية واعتزالها لما عانى منه من تهميش وإقصاء، والشيء الوحيد الذي حيّره هو الوعود التي يتحصل عليها في كل مرة من ولاة تعاقبوا على كرسي الولاية، بمنحه على الأقل قاعة رياضة تتواجد بحي المقري، والتي لا تزال مغلقة لأكثر من عشرين سنة.
كما عبّر موسى عن حزنه، خاصة هذه المرة التي ستكون فيها وهران حاضنة لأكبر حدث رياضي عالمي، لكنه مع ذلك لم ينل شرف المشاركة في الحدث على الأقل بصفة ضيف شرف، وهو الذي صنع أمجاد الرياضة الوهرانية سنوات الثمانينيات، واليوم يجد نفسه نكرة يهوى العزلة والوحدة بعدما صدت كل الأبواب في وجهه.
الشروق