غيّب الموت أبو علي الذي نذر حياته بالكامل لفلسطين وترجم ذلك من خلال “فرقة العاشقين” التي أسسها عام 1969 وأحيت حفلات كثيرة في الكثير من المناطق اللبنانية وفي العديد من المناسبات بإشراف دائرة الثقافة في منظمة التحرير، وكان لها حضور رائع وجمهور ينتظرها ويلاقيها أينما تواجدت.
“من سجن عكا طلعت جنازة”، “يا طالع ع جبال النار” ، “إشهد يا عالم علينا وعبيروت”، “هبت النار”، نماذج من أغنيات كانت فيها العزيمة والفخر والإيمان بالقضية حتى تجاوز عددها الـ 300 يحتفظ بها كثيرون في مكتباتهم الموسيقية المثرية ويتغنون بها على الدوام لما فيها من طاقة ثورة وفعل حياة.
ونعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الفنان قائد فرقة العاشقين، حسين منذر” أبو علي”، الذي غيّبه الموت مساء أمس الأحد.
وذكرت وكالة “وفا” الفلسطينية أن عباس “ينعى، إلى شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات، وامتنا العربية، وأحرار العالم، فنان الثورة الفلسطينية، قائد فرقة العاشقين، المناضل الكبير الفلسطيني والعروبي حسين منذر” أبو علي”، “.
وقال إن “فلسطين فقدت ابناً من أبنائها المناضلين الأوفياء الذين كرسوا حياتهم لخدمة الثورة الفلسطينية، عبر مسيرة فنية ونضالية شكل خلالها نموذجا فنيا سيظل خالدا في الوجدان الوطني الجمعي لشعبنا”.
وأضاف عباس أن “الفنان الراحل حوّل بأغانيه وأناشيده الوطنية تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة ومعاركها وبطولاتها إلى صورة حيّة، من خلال فرقة العاشقين التي اقترن اسم الفنان الراحل بها”.
الراحل حسين المنذر (وُلد في مدينة بعلبك اللبنانية) ويُكنّى بـ “أبو علي”، هو فنان لبناني وقائد فرقة أغاني العاشقين الفلسطينية والتي اشتهرت بالاغاني الوطنية الفلسطينة والتراثية.
كان على تواصل دائم مع نضالات الداخل الفلسطيني،يواكب عمليات شباب المقاومة لحظة بلحظة من جنين إلى نابلس التي أهدى شبابها “عرين الأسود” أغنية يتردد صداها في المناطق الفلسطينية عنوانها: “عرين الأسود .. رصاص العز”.
الرئيس الفلسطيني كان قد كرّم “الفدائي” أبو علي قبل 5 سنوات حين منحه وسام الثقافة والعلوم والفنون: “مستوى الإبتكار، تقديراً لمسيرته الفنية النصالية الملتزمة والمشرّفة، وتثميناً لعطائه وإنشاده الملتزم في فرقة العاشقين الوطنية وإيصاله بصوته رسالة فلسطين إلى العالم، فلسطين حية طالما لها مكان في كل قلب”.