من أهم مقومات مسلسل جزيرة غمام الذى استحوذ على نسبة كبيرة من المشاهدة خلال هذا الموسم فى دراما رمضان البطولة الجماعية للفنانين المشاركين فى العمل، والتى تنطبق بشكل حرفى حيث ترى كل فنان بطل مبدع فى دوره يلفت الانتباه بأدائه وتميزه مهما كانت مساحة الدور وعدد المشاهد التى يظهر فيها، فأجاد كل منهم وأفصح عن مناطق جديدة فى موهبته وأدائه ويعبر عن الشخصية بصورة صادقة ، فى تناغم كبير انعكس بشكل كبير على نجاح المسلسل وما حققه من ردود أفعال كبيرة.
ولفت الانتباه التميز الواضح للعنصر النسائى والفنانات المشاركات فى هذا العمل الكبير والتوظيف الرائع لدور كل منهن فى مشاهد المسلسل حتى الفنانات اللاتى شاركن فى مشاهد قليلة، حيث اجتهد كل منهن فى الأداء بشكل كبير.
وإذا تحدثنا عن الفنانة مى عز التى تجسد شخصية العايقة الجميلة والتى تمثل دوراً محورياً فى أحداث المسلسل نجد أن هذا الدور يمثل نقلة كبيرة فى مشوارها الفنى ، حيث وصلت إلى درجة كبيرة من النضج والتمكن والقدرة على تجسيد الانفعالات بنظرة العين والملامح دون صخب وضجيج ، وكأنها ابتلعت وهضمت كل تاريخ الشخصية المحزن والمأساوى لتظهر مرارته فى كل المشاهد التى تؤديها حتى تلك التى ترقص فيها، وهو دور مختلف وصعب يحتاج إلى إلمام وإدراك كبير لتاريخ الشخصية وصراعاتها النفسية حتى تكون الانفعالات بهذا القدر من التمكن والعمق.
أما الفنانة الكبيرة صاحبة الحضور المميز وفاء عامر التى تشارك كضيف شرف و تجسد دور هلالة ، فعلى الرغم من قلة مشاهدها إلا أنها تستطيع أن تسحرك وتخطف عينيك بأدائها الرصين المتمكن الواعى لكل تفاصيل الشخصية وانفعالاتها المختلفة، فوفاء عامر واحدة من الفنانات القليلات القادرات على الإتقان الشديد مع التنوع والقدرة على أداء أى شخصية، وهو ما جعلها هذا العام تجسد 4 شخصيات مختلفة فى دراما رمضان فى 4 مسلسلات ، منها راجعين ياهوى وجزيرة غمام وبيت الشدة والسر، بكل ما تحمله هذه الشخصيات من اختلافات، فالمتمكنة والقديرة وفاء عامر لديها من القدرة والثقة ما يجعلها قادرة على جذب الانتباه وخطف العين والقلب وإن ظهرت فى مشهد واحد من العمل.
أما الفنانة الكبيرة عايدة فهمى والتى جسدت دور الخالة مليحة الكفيفة فى المسلسل فقد تفوقت على نفسها لتجسد أجمل أدوارها وتؤكد أنها فنانة من العيار الثقيل تحمل من الخبرة والموهبة ما جعلها تبدع فى كل مشاهدها بالمسلسل وهى تجسد دور مليحة الجدة الكفيفة التى تبحث عن قاتل حفيدتها، وخطفت عايدة فهمى القلوب بقدرتها على تجسيد انفعالات الشخصية بكل ما تحمله من مشاعر الضعف والقوة، وأبكت الجمهور فى المشهد الذى رحلت فيه مليحة بعد أن توصلت لقاتلى حفيدتها وقدم لها أحدهم كفنه لتعلن أنها سامحته عسى أن ينير هذا قبر الحفيدة، لتؤكد الفنانة الكبيرة أن لديها طاقات فنية هائلة لم تستغل بعد، منها ما ظهر وتجلى فى دورها بجزيرة غمام.
كما أجادت الفنانة الشابة ميار الغيطى فى دورها حيث تجسد دور ابنة العجمى التى تحب عرفات ويحبطها رفضه الزواج منها ، ونجحت فى تجسيد الانفعالات المختلفة للشخصية.
ولم يكن هذا التوفيق والتفوق فى أدا الشخصيات النسائية بجزيرة غمام للفنانات اللاتى يظهرن فى مشاهد متعددة فى المسلس ، بل ينطبق ذلك على المشاركات ولو فى مشهد واحد أو مشاهد قليلة ومنهن الفنانة التى جسدت دور الأرملة الفقيرة التى تقدم العجمى لخطبة ابنتها، والتى رفضت الصدقة قائلة ” الشق أهون من الصدقة”
وهكذا استطاع المسلسل والمخرج حسين المنباوى الاستفادة من الطاقات الفنية التى يحملها كل فنان فى المسلسل وتوظيفها بشكل كبير بما انعكس على نجاح العمل وجذب الجمهور لمشاهدته.