الرباط – لجأ بعض المغاربة إلى وسائل التواصل الاجتماعي للاحتجاج على النتائج غير الدقيقة التي تظهر عند البحث عن تاريخ تأسيس المغرب.
يظهر محرك البحث جوجل أن تاريخ تأسيس المغرب هو 7 أبريل 1956، مما أثار غضب مستخدمي الإنترنت المغاربة. وقد أرجع الكثيرون هذا التغيير إلى حملة منظمة قام بها نشطاء من الجزائر، والتي بدت منذ فترة طويلة أنها تعارض حقيقة أنها دولة شابة نسبياً في مرحلة ما بعد الاستعمار، حيث يعتبر المغرب مملكة قديمة عمرها قرون.
في حين شهد عام 1956 استقلال البلاد عن الاحتلال الفرنسي، أشار العديد من مستخدمي الإنترنت المغاربة إلى أن التأسيس الفعلي للمغرب يعود إلى أبعد من ذلك بكثير.
وتساءل محمد لازار، کاتب المحتوى الرقمي، على صفحته على فيسبوك”كيف يمكن أن نتأسس في عام 1956 عندما كنا أول دولة تعترف باستقلال أمريكا في عام 1777″ .
كما أرفق البعض لقطات شاشة لنتيجة بحث الويب قبل التغيير، والتي أظهرت سنة تأسيس المغرب على أنها 789، مما يشير إلى أنه قد تكون هناك حملة منظمة لتغيير التاريخ على محرك البحث.
وعلى وجه التحديد، قال البعض صراحةً إنهم يشتبهون في قيام النشطاء الجزائريين بتنظيم التغيير عمداً من خلال الإبلاغ عن تاريخ التأسيس الأصلي باعتباره غير دقيق.
وأشار آخرون إلى أن النشطاء المذكورين ربما قاموا بتغيير المعلومات التاريخية للمغرب على ويكيبيديا، والتي يستخدمها جوجل أحيانًا للإجابات التي يعرضها على صفحة نتائج البحث الخاصة به.
ومن حيث الدوافع، أرجع البعض حملة التحريف التاريخي الخادعة إلى الناشطين الجزائريين الوطنيين الذين يريدون نشر رواية مفادها أن المغرب “دولة أنشأها الفرنسيون” وليس لها تاريخ مهم قبل فترة الحماية.
وقال الصحفي والمحلل الجزائري وليد كبير إن “هذا مخطط كجزء من السياسة العدائية التي ينتهجها النظام الحاكم الجزائري ضد المغرب”، مستشهدا بحوادث سابقة مماثلة لحملة جزائرية لتغيير مواعيد تأسيس كل من المغرب والجزائر في عام 2018.
وأضاف: “بالطبع هذا سيغضب المغاربة، أو بالأحرى أغضبهم بالفعل”. “المغرب لم يؤسس عام 1956، بل هو دولة موجودة على مدى قرون، وهي حقيقة لا يمكن تغييرها بواسطة جوجل أو ويكيبيديا أو النظام الجزائري الحاكم الذي لديه عقدة [دونية] تاريخية”.
على الرغم من أن المغرب حصل على استقلاله عن فرنسا عام 1956، إلا أن تاريخ البلاد يعود إلى عدة قرون. تأسست الدولة المغربية عام 788، عندما استقرت سلالة الإدريسيين في مدينة وليلي، المعروفة أيضًا باسم واليلي.
وبعد فترة وجيزة، في عهد إدريس الثاني، تم نقل العاصمة إلى فاس، حيث ازدهرت المدينة اقتصاديًا وثقافيًا.
وجاءت عدة سلالات بعد ذلك، مع السلالة العلوية الحالية التي نشأت في القرن السابع عشر. والجدير بالذكر أنه خلال هذه الفترة، أصبح المغرب أول دولة تعترف بالاستقلال الأمريكي، وخضع للاحتلال الفرنسي الذي نال استقلاله عام 1956.
وتأتي هذه الحملة الأخيرة، التي ترعاها الجزائر على ما يبدو، في سياق عقود من التوترات بين المغرب والجزائر بشأن دعم الأخيرة لجبهة البوليساريو – وهي جماعة مسلحة تطالب بالاستقلال في منطقة الصحراء الغربية في جنوب المغرب.
وبلغت التوترات ذروتها في صيف عام 2021، عندما قطعت الجزائر علاقاتها مع المغرب واتهمت المغرب -دون دليل- بالوقوف وراء حرائق الغابات التي دمرت بعض مناطق البلاد خلال ذلك الصيف.
وواصل المغرب إنكار هذه الاتهامات وعرض منذ ذلك الحين فتح حوار “صادق” مع الجزائر لحل التوترات الدبلوماسية المستمرة منذ عقود.