في فضيحة جديدة، كشف الفنان الروسي المعروف، جورجي كوراسوف، عن سرقة أربع لوحات من أعماله الفنية، واستخدامها في جداريات محطة مترو “كلية البنات” في العاصمة المصرية، القاهرة، بمباركة من الحكومة.
واتهم الفنان الروسي مصممة الجرافيك المصرية، “غادة والي” التي سبق وأن احتفى بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي شخصيا، بسرقة اللوحات.
وقال “كوراسوف” في تدوينة له عبر حسابه بموقع “فيسبوك”: “لوحاتي استخدمت في مترو أنفاق القاهرة بدون إذني وحتى ذكر اسمي!”.
وأضاف قائلا: “فعلا بعد حواري مع الإعلامية المصرية أماني ابراهيم انتظر رد رسمي عن سرقة لوحاتي في محطة مترو”.
استخدام 4 لوحات في جدارية كلية البنات
وفي حواره مع قناة “صدى البلد“، أكد الفنان الروسي أنه تم استخدام 4 من لوحاته في جدارية كلية البنات، موضحا أنها موجودة في الموقع الخاص به في قسم الأصول المباعة.
وأوضح أن ثلاثة منها مباعة بأرقام 38 لعام 1995، ورقم 116 لعام 2001، ورقم 168 لعام 2005 ، والرابعة ما زالت متوفرة تحمل رقم 212 لعام 2012 بقسم الأصول المتوفرة.
وعن اللوحة المستخدمة في محطة مترو “كلية البنات” أوضح أنها مستوحاة من لوحة رقم “38”، ولكن هذه اللوحة ليست عن مصر القديمة بل هي عن اليونان القديمة، كاشفا أنه في هذه اللوحة تم رسم “زوجة بينلوب” في ملحمة “هوميروس”.
وحول ما تم من استخدام رسوماته في محطة المترو، قال:” “لا أشعر بالأذى لأنهم استخدموا اثنين من أعمالي، لكنهم لم يذكروا اسمي.. أتمنى إيضاح الأمر”.
رد الهيئة القومية للأنفاق
وفي أول تعليق لها حول الواقعة، قال مصدر مطلع بالهيئة القومية للأنفاق في تصريحات لـ “القاهرة 24“، أن الهيئة القومية للأنفاق تسند أعمال تنفيذ المحطات إلى الشركات بعد الاتفاق على التصميمات وينتهي دور الهيئة عند مراجعة الأعمال والإشراف على المحطات ومطابقتها للمواصفات الفنية ووفقا للمتعاقد عليه.
وأكد المصدر أن الهيئة القومية للأنفاق ليس لها علاقة بشأن سرقة اللوحات الفنية حيث إن الشركات المنفذة للمشروعات المتعاقد عليها مع الهيئة القومية للأنفاق هي المعنية بالتعاقد مع المصممين ويقع على عاتقهم كافة التصميمات.
وأشار المصدر إلى أن الهيئة القومية للأنفاق تعمل على البحث حول قصة سرقة اللوحات الخاصة بالفنان الروسي وسيتم الإعلان عن كافة التحركات الخاصة بالهيئة من خلال بيان رسمي.
وأوضح المصدر أن الشركة الفرنسية RATP هي من قامت بعمل فعاليات يمكن من خلالها مشاركة عدد من الفنانين من بينهم الفنانة التشكيلية غادة والي، مؤكدًا أن الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق المسؤولة عن إدارة الخطين الأول والثاني لمترو الأنفاق سلمت الشركة الفرنسية RATP إدارة الخط الثالث بحوائط السراميك دون أي رسومات.
تزيين محطة المترو استغرق عاما ونصف
وكانت غادة والي، قد صرحت في حوار تلفزيوني سابق، إنها “استغرقت عاماً ونصف العام في عملية تزيين محطة المترو، حتى تضع الركاب في رحلة تتنقل بهم ما بين المراحل المختلفة للحضارة المصرية القديمة”، مدعية استعانتها بمؤرخين ومتخصصين في التاريخ المصري القديم لـ”تجنب أي خطأ في تزيين مترو الأنفاق برسومات مستوحاة من الحضارة الفرعونية”. وهي الرسومات التي تواجه اتهامات بسرقتها من الفنان التشكيلي الروسي.
كذلك اتهمت غادة، التي تزوجت من الممثل حسن أبو الروس العام الماضي، بسرقة بوستر فيلم “الأصليين”، الذي أنتجته شركة تابعة للمخابرات للمخرج مروان حامد، من أحد الأفلام الهندية الشهيرة، وهو فيلم “مذكرات مومباي” من إنتاج عام 2010. وردت المصممة المصرية (آنذاك) على هذا الاتهام بالقول، إن “طريقة التصميم هي مدرسة معروفة، ويستخدمها العديد من المصممين في العالم”، حسب تصريح لها مع جريدة “اليوم السابع” المملوكة للمخابرات.
الرئيس المصري يحتفي بـ غادة والي ويطلب تبنيها
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد احتفى بالمصممة المتهمة بالسرقة في “منتدى شباب العالم” بشرم الشيخ عام 2017، وقال “إنها تقدم أفكاراً واعدة يتبناها”.
وطالب “السيسي” حينها مجلس الوزراء بـ”تبني فكرتها لتنشيط السياحة في مدينة الأقصر باستخدام رسوم من حضارة قدماء المصريين”، وهي الرسومات التي تبين أنها مسروقة لاحقاً، ورغم ذلك اعتمدتها الحكومة في تصاميم مشروع “الهوية البصرية” لمحافظة الأقصر عام 2018.
يشار إلى أن غادة والي من مواليد عام 1990، وتخرجت من الجامعة الألمانية في القاهرة عام 2011، ثم لمع نجمها فجأة عبر وسائل الإعلام والقنوات الموالية للنظام المصري إثر انضمامها إلى “البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب”، وتحدثها أمام السيسي في “منتدى شباب العالم”، وإشادته برؤيتها في تصاميم الحياة الفرعونية القديمة، حيث زعمت اختيارها ضمن أفضل مصممي الجرافيك في العالم عام 2017، من دون أن تقدم ما يثبت صحة ذلك.