الرباط – أكدت البيانات الرسمية الزيادة المثيرة للقلق في حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال في المغرب، حيث تعهدت الحكومة ببذل المزيد من الجهود لمعالجة الوضع.
كشف الحسن داكي، الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، رئيس النيابة العامة، اليوم بالرباط، خلال كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية لورشة عمل نظمتها النيابة العامة بشراكة مع مجلس أوروبا .
وقال الداكي، خلال كلمته الافتتاحية، إن النيابة العامة في المغرب سجلت ما مجموعه 3295 قضية اعتداء جنسي على الأطفال العام الماضي. ويمثل هذا الرقم أكثر من 40% من جميع جرائم العنف ضد الأطفال.
وشدد الداكي خلال كلمته على أن إجراءات حماية الأطفال ضحايا الاعتداء الجنسي لا تقتصر على المستوى القانوني والقضائي.
وقال إن هذه الحماية تعتمد أيضًا على الخدمات المتنوعة التي تقدمها مختلف الجهات المعنية في مجال حماية الطفل.
وأشار داكي إلى العواقب الوخيمة للاعتداء الجنسي على الصحة النفسية للأطفال، مؤكدا أن هذه التحديات يمكن أن تمتد طوال حياتهم إذا لم يتلقوا العلاج المبكر والسريع.
وأشار دكي إلى الجهود والتعهدات الساعية للانخراط في مبادرات حماية الأطفال، بما في ذلك التزام النيابة العامة بتحسين قدراتها ومواردها، وخاصة الأعضاء المسؤولين عن القضايا المتعلقة بالأطفال.
وشدد على أن تجنب الآثار طويلة المدى للاعتداء الجنسي يتطلب توفير رعاية خاصة للأطفال وتقييم شامل لظروفهم الجسدية والنفسية والأسرية والاجتماعية.
وعلى الصعيد القضائي، أكد الداكي أن المشرع المغربي عمل على تحسين كافة الأطر القانونية التي تجرم كافة أشكال الاستغلال والإيذاء ضد الأطفال من خلال فرض عقوبات صارمة.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية SNRTNews عن داكي قوله: “تعكس هذه الأحكام الإرادة القوية للمجلس التشريعي للتصدي بحزم لهذا النوع الخطير من الجرائم التي تهدد سلامة البلاد ومستقبلها”.
كما علقت كارمن مورتي غوميز، رئيسة مكتب المجلس الأوروبي بالمغرب، على التزام المجلس بمكافحة الاعتداء الجنسي على الأطفال، مذكّرة باتفاقية لانزاروت، وهي اتفاقية دولية تحمي الأطفال من الاستغلال والاعتداء الجنسي.
وقالت إن هذه الاتفاقية بمثابة “نموذج لجميع الدول التي تعمل على تطوير قوانين وسياسات لمنع استغلال الأطفال والاعتداء الجنسي عليهم”.
وذكّرت غوميز بأن الاعتداء الجنسي يمكن أن يحدث في كل مكان، بما في ذلك المنزل والمدرسة وأماكن مختلفة.
وأشارت جوميز إلى أن ما بين 70 إلى 85% من الانتهاكات يرتكبها أفراد معروفون لدى الطفل، مما يؤدي إلى أضرار جسدية ونفسية يمكن أن تؤثر على الطفل طوال حياته.
وشددت على أن 90% من حالات الاعتداء لا يتم الإبلاغ عنها للشرطة، في حين أن الأطفال الذين تحدثوا عن سوء المعاملة واجهوا أو واجهوا عقبات إدارية وقضائية بالإضافة إلى صعوبة الوصول إلى الخدمات العلاجية اللازمة.