اكتشف علماء آثار أقدم أدوات نفخ في الشرق الأدنى، وهي مزامير صغيرة استُخدمت قبل أكثر من 12 ألف سنة لتقليد صوتِ نوعٍ من الطيور الجارحة.
واكتشف عالم الآثار لوران دافان، العام الماضي، أنَّ 7 قطع تمّ نبشها قبل سنوات، أقدمها في العام 1998، كانت في الواقع من آلات النفخ.
وكانت عظام طيور، مرتّبة على هذا النحو بعد التنقيب، من بين آلاف أخرى، وفق دافان الذي حللها لكشف أسرارها.
ويقول الباحث لوران دافان، وهو المعدّ الرئيس للدراسة التي نشرت نتائجها مجلة “نيتشر ساينتيفيك ريبورتس”، إلى جانب الباحث خوسيه ميغيل تيخيرو من جامعة فيينا، إنَّ “الإنسان العاقل كان دائماً متحركاً، وقد أحدث الصيادون وقاطفو الثمار من هذه الثقافة تغييراً كبيراً عندما انتقلوا إلى حالة الاستقرار”.
وكان يمكن بسهولة تجاهل العظْمة الصغيرة، المأخوذة من جناح دجاجة مائية، إذ يقلّ طولها عن 10 سنتيمترات، كما أنّها مثقوبة بفتحات صغيرة يصعب تمييزها على القناة، التي يقلّ قطرها عن نصف سنتيمتر.
وكان لدى الحرفيين فكرة معينة عن الصوتيات، وقد فهموا أنّه “كلما كان مجرى الهواء ضيقاً، زادت حدة الصوت”، كما يوضح دافان. ونتيجةً لذلك يصدر ما يشبه أصوات طيور جارحة عند النفخ في القطعة.