أكد وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أنّ “الوضع العالمي الحالي يتطلب قدراً كبيراً من التماسك الدولي والمزيد من المشاركة الدبلوماسية”.
وقال آل ثاني في مقابلة مع صحيفة “هاندلسبلات” الألمانية إنّ “القيادة الإيرانية أخبرتهم أنها مستعدة لحل وسط فيما يتعلق بالنفط، والتوصل إلى حل في هذا الشأن سيدعم الاستقرار في الخليج”، بحسب قوله.
وأضاف أنّ “ضخ كميات إضافية من النفط الإيراني إلى الأسواق سيساعد على استقرار أسعار الخام وخفض التضخم”.
كما تحدث خلال المقابلة عن المخاوف من حدوث “تكتلات كبيرة بين الشرق والغرب”، قائلاً إنّ “قطر تريد استراتيجية استثمار متوازنة وعمل جيد مع الجميع”.
وتابع: “كدولة من مجلس التعاون الخليجي، نريد الحفاظ على علاقاتنا مع الولايات المتحدة وأوروبا مع الإبقاء على علاقات متوازنة مع الصين وروسيا وغيرهما، ونريد أن نرى كيف يمكننا المساعدة في تجميع كل الأشياء معاً، ونتجنب أنّ نصبح عاملاً من العوامل المسببة للانقسام”.
يذكر أنّ أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، يجري حالياً زيارة موسعة تشمل كل من إيران وألمانيا وبريطانيا، لبحث جهود إحياء الاتفاق النووي.
وأكد في مؤتمر صحافي جمعه بالمستشار الألماني، أولاف شولتز، على هامش زيارته لألمانيا، أهمية التعاون بين كل من إيران وأوروبا والولايات اامتحدة، معرباً عن تفاؤل بلاده بالحوار بين هذه الأطراف.
وزار أمير قطر في ـ12 أيار/مايو، إيران والتقى خلالها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والمرشد السيد علي خامنئي.
قطر تسعى لتغطية نواقص أسواق الطاقة
وبشأن ارتفاع أسعار الغاز، قال وزير الخارجية القطري إنّ “قطر تبذل حالياً كل ما في وسعها لمساعدة شركائها الأوروبيين لتغطية نواقص أسواق الطاقة الأوروبية”.
وأضاف “ملتزمون في الوقت الحالي مع الأوروبيين والشركاء الآخرين، ولا نقوم بتغيير وجهة ناقلات الغاز الطبيعي المسال على الرغم من أن عقودنا تكفل لنا القيام بهذا الأمر في حال وجود سعر أعلى في وجهة أخرى”.
وبيّن أنه “إلى جانب ذلك، تقوم قطر في الوقت الحالي بزيادة إنتاجها من الغاز بشكل كبير بطريقة تخلق قدرات لتصدير المزيد من الغاز المسال إلى أوروبا”.
وأمس، وقعت قطر وألمانيا إعلاناً مشتركاً لتعزيز التعاون الثنائي في قطاع الطاقة، وجاء ذلك وفقاً لما أعلنته وزارة الشؤون الاقتصادية وحماية المناخ الألمانية.
لكن تقرير وكالة “بلومبرغ” الأميركية أشار إلى أنّ جهود ألمانيا أخفقت في تأمين مزيد من إمدادات الغاز الطبيعي من قطر، إذ لم يتمكن منتج الطاقة الرئيسي في منطقة الخليج، من تقديم أي تدفقات إضافية لمدة عامين آخرين.
وقال تقرير الوكالة الأميركية إنّ “قطر يمكنها إرسال الغاز الطبيعي المسال إلى ألمانيا من منشأة أميركية جديدة لديها حصة فيها، اعتباراً من عام 2024، ولن يبدأ مشروع التوسعة في الداخل عملياته حتى عام 2026 على الأقل”، في وقت متأخر عما كان متوقعاً.
وكان وزير الطاقة القطري، سعد شريدة الكعبي، قال في شباط/فبراير الماضي، إنه أبلغ مفوض الاتحاد الأوروبي للطاقة، كادري سيمسون، أنّ قطر ستبذل “قصارى جهدها” لمساعدة أوروبا، “لكن هناك قيوداً” على مستوى الغاز الذي يمكن توفيره. كما قلّل الكعبي بشأن قدرة قطر وأي دولة أخرى على تعويض الغاز الروسي في أوروبا، في المدى القصير.