استبعدت دكتورة سمر عادل الباحثة في الاقتصاد الدولي، وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي، فكرة أن تتجه الدول العربية نحو إنشاء بنك عربي موحد وعملة عربية موحدة في الوقت الراهن.
وأشارت دكتورة سمر عادل في تصريحات خاصة لـ RT إلى أنه يجب في البداية الإعلان عن إنشاء اتحاد اقتصادي عربي، وهي فكرة غير مطروحة حاليا، ويتطلب حدوثها أن يكون هناك تنحية لأي اختلافات سياسية بين الدول العربية.
وأوضحت أن اتجاه الدول العربية لإعلان تكتل اقتصادي مثل الاتحاد الأوروبي يتطلب المرور بالعديد من المراحل، ينتج عنها إلغاء للجمارك بين الدول العربية، وبنك عربي موحد ، ثم عملة عربية موحدة، وهو ما يتطلب عقودا من الزمن وليس 10 سنوات فقط.
وشددت على أن الأمر يتطلب من الدول العربية تنحية الخلافات السياسية، وأن تكون اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ اﻟﺑرﺟﻣﺎﺗﻳﺔ هي التي تحكم الأمر.
وأوضحت أن الدول العربية لديهم الأساس الذي يمكنهم عليه البناء نحو هذا التكتل الاقتصادي، فمثلا مصر لديها موارد بشرية، ودول أخرى تملك النفط، وأخرى تتجه بقوة نحو التكنولوجيا المتطورة مثل الإمارات، وهو ما يؤكد وجود حالة من حالات التنوع في المنطقة.
وشددت على أن دول المنطقة العربية أغلبها دول ريعية ودول شبه ريعية ، والأمر يتطلب أن تتحول تلك الدول إلى دول انتاجية يمكنها من دخول الاقتصاد العالمي.
وأشارت إلى أن هناك العديد من الدول العربية من مصلحتها أن يظل الدولار قويا من أجل بترودولار وهو المصطلح الذي يوصف قيمة النفط المشترى بالدولار الأمريكي.
من جانبه، أكد دكتور أحمد سعيد أستاذ القانون التجاري الدولي، أن مصر انضمت في 30 مارس الماضي إلى اتفاقية بريكس، مشيرا إلى أن الدول العربية ستنضم إلى النظام المالي الروسي في 16 مايو المقبل.
وأعرب سعيد عضو جمعية الاقتصاد السياسي، والجمعية العربية للعلوم القانونية في تصريحات خاصة لـ RT، عن اعتقاده بأن اجتماع جامعة الدول العربية المقرر بالمملكة العربية السعودية الشهر المقبل سيتم خلاله الإعلان عن الانضمام لنظام الدفع الروسي الصيني، الذي من خلاله سيتم الحصول على تمويل من بنك التنمية الاسيوي باليوان، يسمح بتمويل المشتريات العربية خلال الفترة المقبلة من روسيا والصين باليوان.
وأشار إلى أنه وفقا لوكالة بلومبرج المعاملات المالية الداخلية بين روسيا والصين تحولت 60% منها إلى الروبل واليوان، وهو ما يؤكد أن الفكرة ممكنة وتم تطبيقها خلال عام واحد ، مشيرا إلى أنه بعد مرور عام على انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا نجحت روسيا والصين في تغيير تجاراتهما الدولية وأصبحت 60 % منهم بالعملات المحلية، إذا فمصر والدول العربية تستطيع أن تفعل ذلك.
وأضاف إلى أن تركيا أيضا عرضت على مصر أن يكون التبادل التجاري بين البلدين بالعملة المحلية الجنيه المصري والليرة التركية، مشددا على أن كافة الدول الناشئة والنامية تضررت بسبب إفراط البنك الفيدرالي الأمريكي في رفع سعر الفائدة.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تخفيض التضخم الداخلي لديها اجتذبت الدولار من العالم أجمع، وصعبت فرص التمويل على كل الدول الناشئة، مما أدى إلى إصابة العديد من الدول الناشئة بالأزمات، وهناك دول أصابها الجوع والفقر بسبب الموقف الأخير من الولايات المتحدة الأمريكية.
وشدد على أن الإجراءات الأمريكية الأخيرة اتسمت بالميكافيلية والأنانية، معربا عن أسفه عن عدم قيام البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بدورهما ومطالبة الولايات المتحدة الأمريكية بوقف الإجراءات التي تقوم باتخاذها، مشيرا إلى أن أمريكا تحمي مصالحها على حساب كافة شعوب العالم، وهذا شيء في غاية الخطورة.
وأشار إلى أن اتفاقية بريتون وودز التي سمحت للولايات المتحدة باستخدام الدولار في التجارة الدولية، لم تنص على أن تفرط واشنطن في طباعة الدولار من أجل الصعود إلى الفضاء، ثم يحملوا العالم أجمع فاتورة التضخم، كما لم تنص الاتفاقية على أنه من أجل أن تحمي واشنطن الشركات الامريكية وقت كورونا أن تصيب جميع الدول الناشئة والنامية بالفقر، مشيرا إلى أنه طالما لا توجد رغبة أمريكية في التراجع عن تلك السياسة فيجب على الدول النامية أن تتخذ خطوات لمواجهة ذلك.
وحول اتجاه الدول العربية نحو إنشاء بنك عربي موحد، أكد دكتور أحمد سعيد، أن هناك بالفعل خطوات حثيثة وفعالة بين الدول العربية للتكامل تجاه موقف واحد للانضمام إلى النظام المالي الروسي الصيني، حتى لا تكون هناك مواجهة أمريكية تجاه دولة واحدة.
وأشار إلى أن مصر اتخذت جميع الخطوات بداية من الانضمام لبنك التنمية الآسيوي، وغيرها من الخطوات، وما يتبقى هو الخطوة المقبلة وهي الانضمام لنظام المدفوعات الروسي “Mir” ، بحيث تبدأ عملية التحويل بالروبل واليوان، معربا عن توقعه أن يتم الإعلان عنه خلال الشهر المقبل.
المصدر: RT