استبعد الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك، توفيق حكار، زيادة حصتها في أسهم “ناتورجي” الإسبانية أو التخلي عنها، معتبرا تواجدها في هذه الشركة بأنه مهم وضروري للغاية لمواصلة مراقبة تطورات السوق الغازية بشبه الجزيرة الإيبيرية، وذلك بالنظر لمحاولات صندوق استثماري استرالي لشراء 22 بالمائة من أسهم الشركة الإسبانية.
وأوضح الرئيس المدير العام لسوناطراك توفيق حكار السبت في تصريح لـ”الشروق”، أن سوناطراك ليست مهتمة بالعرض المقدم من طرف صندوق استثماري استرالي (IMF) لشراء حصة من شركة “ناتورجي”، وشدد بالمقابل على أن وجودها في هذه الشركة الإسبانية مهم جدا ولن يتم التخلي عنه وسيستمر.
وأكد الرئيس المدير العام لسوناطراك أن الشركة ليس لها النية في زيادة حصتها في شركة ناتيرجي الإسبانية في الظرف الراهن، لكن أيضا لا توجد لها نية على الإطلاق في التخلي عن حصتها في هذه الشركة الاسبانية.
وكما هو معلوم، فإن سوناطراك تحوز نحو 4.1 بالمائة من أسهم شركة “ناتورجي” الإسبانية (غاز ناتورال فينوسا سابقا)، بعد أن حولت عام 2011، ديون لها بقيمة 735 مليون دولار على شركة “غاز ناتورال فينوسا” سابقا، “ناتورجي” حاليا، على أثر التحكيم الدولي الذي كسبته سوناطراك بشأن أسعار تسويق الغاز في اسبانيا.
وبالنسبة لأنبوب الغاز “ميدغاز” الذي يربط الجزائر بإسبانيا (بني صاف-ألميرية)، ذكر توفيق حكار أن “ناتورجي” حاليا هي شريكة بـ 49 بالمائة في هذه المنشأة، و51 بالمائة لسوناطراك، موضحا أنه “حتى لو دخل الصندوق المالي الاسترالي في أنبوب الغاز “ميدغاز” فهذا لا يهمنا لأن حصة سوناطراك ستبقى تحوز 51 بالمائة وهي صاحبة الأغلبية”.
وقبل أيام قدم صندوق الاستثمار الاسترالي IMF عرضا لشراء حصة ما بين 17 إلى 22 بالمائة من شركة “ناتورجي” الاسبانية، التي تعتبر الشريك الأول لسوناطراك في سوق الغاز الإسبانية.
لكن التنظيمات الإسبانية ومراسيم ملكية صدرت في 2020 صارت تخضع أي عملية شراء لحصة تتعدى 10 بالمائة من أسهم شركات استراتيجية إلى إجراءات معينة ويتم معالجتها على مستوى رفيع.
وذكر حكار أنه فيما يتعلق بسوناطراك فإن تواجدها في ناتورجي جد مهم وعن طريق هذا التواجد يتم متابعة تطور السوق الغازية في شبه الجزيرة الأيبيرية.
وقال في هذا الصدد “نحن ممول رئيسي لإسبانيا بالغاز ويجب أن نراقب السوق وتطوراتها ولدينا فرع هناك يمتلك نسبة معينة من تسويق الغاز في الشبكة الداخلية الإسبانية”.
وأضاف “هذا التواجد في ناتورجي يوفر لنا انطباعين الأول كممون لإسبانيا بالغاز والثاني كموزع في السوق الداخلية للغاز بإسبانيا ولذلك تواجدنا مستمر ولن نتخلى عنه”.
وبحسب الرئيس المدير العام لسوناطراك فإن هذا الصندوق الاسترالي الذي يرغب في شراء حصة من أسهم “ناتورجي” عبارة عن مستثمر مالي يبحث عن ربحية مضمونة فقط، وليس من النوع الذي يبحث عن التأثير على قرارات الشركة أو الاستراتيجيات المتعلقة بتسويق الغاز وغيرها.
وأضاف حكار أن هذا الصندوق الاستثماري الاسترالي ليس لاعبا استراتيجيا في السوق الطاقوية الدولية، وشدد على أنه لو تعلق الأمر بلاعب استراتيجي في سوق الطاقة لكان هناك موقف آخر مغاير من سوناطراك.