ذكرت صحيفة “بيزنيس ستاندرد” الهندية أنّ “الدولار يواجه ثورة، إذ تقوم الدول الصغيرة، بما في ذلك ما لا يقل عن 12 دولة في آسيا، بتجربة إزالة الدولرة”.
وأضافت الصحيفة في تقرير: “بعد أن سئمت من الدولار القوي جداً، والذي تم استخدامه كسلاح حديثاً، تستكشف بعض أكبر الاقتصادات في العالم طرقاً للتحايل على العملة الأميركية”.
وأفاد بأنّ “الشركات في جميع أنحاء العالم تبيع جزءاً غير مسبوق من ديونها بالعملات المحلية”.
وأوضح التقرير أنّ “لا أحد يقول إنّ العملة الأميركية ستخرج من عرشها في أي وقت قريب باعتبارها الوسيلة الرئيسية للتبادل”.
لكنه في الوقت نفسه، أشار إلى أنّ “استكشاف البلدان آليات دفع تتجاوز العملة الأميركية أو شبكة SWIFT التي تدعم النظام المالي العالمي كان أمراً مستحيلاً ليس منذ وقتٍ بعيد”.
وبيّن، في السياق، أنّ “القوة المطلقة للدولار الآن، واستخدامه في عهد الرئيس جو بايدن لفرض عقوبات على روسيا هذا العام، والابتكارات التكنولوجية الجديدة، كلها أمورٌ تشجع الدول على البدء في التخلص من هذه الهيمنة”.
ولفت إلى أنّ “إدارة بايدن ارتكبت خطأً في تسليح الدولار الأميركي ونظام الدفع العالمي”، إذ إنّ ذلك “سيجبر المستثمرين والدول غير الأميركية على تنويع ممتلكاتهم خارج الملاذ الآمن التقليدي للولايات المتحدة”.
وتسارعت الخطط الجارية بالفعل في روسيا والصين للترويج لعملاتهما للمدفوعات الدولية، وسرعان ما قامت دول مثل بنغلاديش وكازاخستان ولاوس بتكثيف المفاوضات مع الصين لتعزيز استخدامها لليوان. وبدأت الهند، بدورها، تتحدث بصوت عالٍ عن تدويل الروبية.
وفي ظلّ مخاطر الركود العالمية وتهديداتها، تبدو الولايات المتحدة مستعدة للمخاطرة بالاقتصاد العالمي أن ينكمش أو يدخل في ركود اقتصادي نتيجة سياسة الفائدة المرتفعة، مقابل أن تنقذ واشنطن من تضخّم كبير.
ودفع موقف الاحتياطي الفيدرالي الدولار إلى أعلى مستوياته منذ عقدين مقابل سلة من العملات الرئيسية. في حين أنّ هذا مفيد للأميركيين الذين يرغبون في التسوق في الخارج، إلا أنّه خبر سيئ للغاية بالنسبة إلى لبلدان الأخرى، حيث تنخفض قيمة اليوان والين والروبية واليورو والجنيه الإسترليني، ما يجعل استيراد العناصر الأساسية مثل الطعام والوقود أكثر تكلفة.
“الوقت حان لاتفاق بلازا آخر”
في أوائل الثمانينيات، المرة الأخيرة التي شهد فيها الدولار وضعاً مماثلاً، أعلن صناع السياسة في الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة عن تدخل منسق في أسواق العملات عرف باسم اتفاق “بلازا”.
أثار الارتفاع الأخير للدولار، والألم الذي تبعه للدول الأخرى، أحاديث مفادها أنّ الوقت قد حان لاتفاق آخر. لكنّ البيت الأبيض ألقى بـ”الماء البارد” على هذه الفكرة، ممّا يجعلها تبدو غير مرجحة في الوقت الحالي.
في غضون ذلك، من المتوقع أن يواصل الاحتياطي الفيدرالي مساره. وهذا يعني أنّ الدولار قد يرتفع أكثر، ولن تتمكن البنوك المركزية الأخرى من الاسترخاء.