أكدت وكالة “بلومبرغ” الأميركية أنّ القيود المفروضة على تصدير معدات تدخل في صناعة أشباه الموصلات إلى الصين، لم تمنع بكين من تطوير رقائق متقدمة للهواتف الذكية.
وقد أدى هذا الأمر إلى زيادة المخاوف في الولايات المتحدة الأميركية، حيث يتزايد القلق داخل الحكومة من فشل السياسات التكنولوجية المتشدّدة، وفقاً للوكالة.
وفي هذا السياق، رأت الوكالة الأميركية أنّ “هواوي”، شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة، تنتقم في الوقت الذي تنجح فيه الصين في تقليص الفجوة في أشباه الموصلات.
وأوردت “بلومبرغ” أنّ “هواوي” كانت محور محاولات الولايات المتحدة الأميركية من أجل تقويض التطور التكنولوجي الصيني لسنوات.
وأشارت الوكالة إلى أنّ هاتف “Mate 60 Pro” الذكي الذي أصدرته “هواوي”، في أواخر آب/أغسطس الماضي، غير عادي، وذلك وفقاً لمعايير قطاع الأجهزة.
وبدلاً من التحدث عن الجهاز في حدث تسويقي، بدأت الشركة بهدوء في بيعه عبر الإنترنت، بحسب الوكالة، حيث لم تكشف “هواوي” حتى عن العديد من المواصفات الفنية الرئيسية.
وعلى الرغم من ذلك، استنفذت الشركة مخزونها من الهاتف خلال ساعات، كما ذكرت الوكالة الأميركية. ووفقاً لها، فقد ألهم هذا الأمر موجةً من الاحتفالات الوطنية في الصين.
وإذ طُرح “Mate 60 Pro” للبيع أثناء زيارة وزيرة التجارة الأميركية، غينا رايموندو، إلى الصين، اعتبر القوميون الصينيون أنّ الهاتف الجديد ضربةٌ لرايموندو وبلادها، لأنّه يتضمّن معالجاً رئيسياً متطوراً محليّ الصنع، هو “رقائق 7 نانومتر”، بحسب ما أضافت “بلومبرغ”.
ولفتت الوكالة الأميركية إلى أنّ هذه الرقائق هي تلك التي تنتجها الشركة الرائدة على المستوى العالمي، الموجودة في تايوان، “TSMC”، والتي كانت سبباً في تقدّم تايوان وغيرها على الصين في هذا المجال.
وبينما كانت القيود الأميركية على التصدير تهدف إلى إبقاء القدرات التقنية لبكين متأخرةً عن واشنطن بـ8 إلى 10 سنوات، أظهر الهاتف الجديد أنّ شريك “هواوي” في صناعة الرقائق، “Shanghai’s Semiconductor Manufacturing International Corp”، قد يكون متأخراً بـ4 سنوات فقط.