وقع الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الثلاثاء، قانوناً لمنح مساعدات بقيمة 52 مليار دولار لإحياء قطاع انتاج أشباه الموصلات وغيرها من أدوات التكنولوجيا المتقدمة في الولايات المتحدة، خشية من أن تهيمن الصين عليها.
ويشتمل هذا القانون التي أطلق عليه “ذي تشيبس أند ساينس آكت” على نحو 52 مليار دولار لتعزيز إنتاج الشرائح الرقيقة، وهي مكونات صغيرة لكنها قوية وصعبة التصنيع نسبياً، وتُعتبر أساسية في كل الآلات الحديثة.
ويخصص القانون، الذي تبناه الكونغرس نهاية تموز/يوليو، عشرات المليارات من الدولارات لغايات البحث والتطوير.
وقال البيت الأبيض إنّ التزام الحكومة تعزيز الصناعات العالية التقنية يجذب مستثمرين من القطاع الخاص على نطاق واسع، فيما تبلغ قيمة الاستثمارات الجديدة في أشباه الموصلات وحدها 50 مليار دولار. ونصيب الأسد من ذلك هو خطة أعلنتها شركة “مايكرون” الأميركية لاستثمار 40 مليار دولار في التوسع المحلي بحلول العام 2030.
وقال بايدن، في خطاب ألقاه في البيت الأبيض، إنّ الدعم المالي بموجب هذا القانون سيساعد “على كسب المنافسة الاقتصادية في القرن الحادي والعشرين”.
وأضاف أنّ رجال الأعمال هم سبب تفاؤله الشديد بشأن مستقبل بلاده، وهذا “القانون يعزز جهودنا لصنع أشباه الموصلات هنا في أميركا”.
وكان أحد المواضيع الرئيسية لبايدن، منذ توليه منصبه، هو الحاجة إلى تجديد القيادة الأميركية لأحدث الابتكارات وإعادة بناء القاعدة الصناعية المحلية في مواجهة الاستثمارات الصينية الضخمة المدعومة من الدولة.
وتعتبر أشباه الموصلات مهمة للغاية لأنّها حيوية لكل الصناعات، من الغسالات إلى الأسلحة المتطورة، وكلها تقريباً مصنوعة في الخارج.
ورغم أن أشباه الموصلات اخترعت في الولايات المتحدة، فإن البلاد تنتج نحو 10% فقط من الإمدادات العالمية، وفقاً للبيت الأبيض، مع استيراد نحو 75% من الإمدادات الأميركية من شرق آسيا.
وقال نيل برادلي، نائب رئيس غرفة التجارة الأميركية، إنّ “تمرير قانون الرقائق هو استثمار تاريخي في مستقبل أميركا، وسيعزز إنتاج الرقائق الدقيقة محلياً، ويقوي سلاسل التوريد لدينا، ويزيد البحث والتطوير المحلي ويعزز أمننا القومي”.
ويمثل تمرير هذا القانون بالنسبة إلى بايدن انتصاراً جرى انتزاعه بعد معركة طويلة، وأخباراً سارة مع اقتراب انتخابات نصف الولاية في تشرين الثاني/نوفمبر.
وكان قد علّق عقب تصويت الكونغرس على أن القانون “سيقلل من تكاليف المعيشة اليومية ويخلق وظائف صناعية بأجر جيد في البلاد، ويعزز موقع الولايات المتحدة الرائد في الصناعة المستقبلية”.
وسيوقع بايدن مشروع قانون آخر لزيادة التمويل للمحاربين القدامى الذين تعرضوا للسموم. ومثل مشروع قانون الرقائق، حصل هذا النص على دعم الحزبين في الكونغرس المنقسم عادة.
ولاحقاً، يُفترض أن يوقّع بايدن أيضاً مشروع قانون ضخماً للاستثمار المحلي، مدعوماً من الديمقراطيين فقط، يهدف إلى مكافحة تغير المناخ وخفض تكاليف الرعاية الصحية.