عزز المغرب استثماراته الخارجية بالقارة الأفريقية حيث دعم حضوره الاقتصادي في الساحة الأفريقية، بفضل جيل جديد من الاستثمارات على قواعد الشراكة.
وأفادت مديرية الدراسات والتوقعات المالية، التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية وتحديث الإدارة، بأن الاستثمارات المغربية في القارة الأفريقية ارتفعت من 907 مليون درهم عام 2007 إلى 5.4 مليار درهم عام 2019.
وأوضحت المديرية، في تقرير حول ملامح الاقتصادات الأفريقية، أن هذه الاستثمارات تتكون، بشكل أساسي، من استثمارات مباشرة في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، وتمثل هذه الاستثمارات 47 في المئة من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة المغربية.
وتشمل مشاريع الشراكة على الخصوص قطاعات حيوية كالبنيات التحتية والسكن الاجتماعي والكهربة والصيد البحري والصحة والنقل والأبناك والتأمينات وغيرها، كنقطة وصل لدعم الروابط الاستثمارية والتجارية بين الطرفين.
وتحظى مجموعة بنك أفريقيا، بمكانة متميزة في القارة الأفريقية، باعتباره مجموعة مصرفية مغربية ذات علامات تجارية متعددة ومهن متعددة، تتواجد بحوالي ثلاثين دولة منها أفريقيا وتشغل أكثر من 15 ألف شخص في جميع أنحاء العالم، حيث تميز البنك من خلال شراكات استراتيجية والتآزر المسجل داخل المجموعة في أفريقيا جنوب الصحراء.
وأكد مسؤولون بوزارة التجارة الخارجية، أن المغرب راهن على تجربة القطاع الخاص التي اكتسبها في مختلف المجالات بالقارة الأفريقية، وجاهزيته لإنجاز مشاريع للتعاون تتماشى مع احتياجات البلدان المستفيدة، ومنها قطاع الفوسفات المغربي المستثمر الأول في إنتاج الأسمدة المخصصة للزراعة الأفريقية.
وزاد اهتمام الشركات بتوسيع استثمارات القطاع الخاص بعدما أطلقت دول القارة في يناير الماضي، منطقة تجارة حرة قارية بهدف إقامة تكتل اقتصادي حجمه 3.4 تريليون دولار، ليكون أكبر منطقة تجارية منذ تأسيس منظمة التجارة العالمية.
وفي هذا الإطار اقترض المكتب الشريف للفوسفات، في المغرب مؤخرا 350 مليون دولار (3.4 مليار درهم) على مدى 7 سنوات، من البنك الأفريقي للاستيراد والتصدير، لتمويل ودعم خطط توسعه في القارة الأفريقي.
وقال البنك الأفريقي في بيان له، إنه من خلال هذه الشراكة مع جهة فاعلة رئيسية في صناعة الأسمدة، (مجموعة المكتب الشريف للفوسفات) المنتج الأول للفوسفات والرائد عالميا في سوق الأسمدة)، فإنه يفي بأهدافه، والتي تتمثل في تسهيل تنمية الصادرات في القارة وتعزيز التجارة والاستثمارات بين البلدان الأفريقية.
وأوضح مسؤولو البنك الأفريقي، أن هذا القرض يمثل بداية علاقة “مثمرة ووثيقة” بين البنك ومجموعة المكتب الشريف للفوسفات لدعم تنمية القدرات الزراعية لأفريقيا، وخاصة منتجات مجموعة المكتب الشريف للفوسفات، المصممة لاحتياجات المزارعين الأفارقة، والتي من شأنها تعزيز قدرة القارة على المنافسة في الزراعة الدولية وولوج أسواق جديدة.
وقال أمين لاغيدي، رئيس الجمعية المغربية للمصدرين (أسميكس)- مركز جهة الرباط، ونائب رئيس المؤتمر الأفريقي للمناجم والطاقة، في هذا الصدد، إن العلاقة بين المغرب وأفريقيا تشكل فرصة هائلة للعلامات التجارية المغربية، لكنها ستمكن أيضا من إنشاء مشروع مشترك للعلامات التجارية الأفريقية.
وأوضح لاغيدي أن الهدف هو تحقيق التجانس في هذه السوق على مستوى المبادلات التجارية والمالية، ولكن أيضا على صعيد البنية التحتية، مشيرا إلى أن المسألة تتعلق بتغيير المقاربة الكلاسيكية والعمل يدا بيد في إطار شراكات قادرة على إحداث فرص الشغل بالمغرب وبالبلدان الأفريقية الشريكة.
صحيفة العرب