أعلن البنك الدولي، اليوم الجمعة، أنّه لن يقدّم تمويلاً جديداً لسريلانكا إلّا في حال أجرت الدولة “إصلاحات هيكلية عميقة” بهدف تحقيق الاستقرار في الاقتصاد السريلانكي المنهار.
وقال البنك الدولي، في بيان، إنّه لا يعتزم تقديم تمويل جديد لسريلانكا قبل أن يوضع إطار ملائم لسياسة اقتصاد كلّي، لافتاً إلى أنّه قلق لتأثير الأزمة في شعب سريلانكا.
وتابع البيان أنّ منح كولومبو الأموال يتطلب “إصلاحات هيكلية عميقة تركز على الاستقرار الاقتصادي، وكذلك معالجة الأسباب الهيكلية الجذرية التي أدت إلى هذه الأزمة”.
وأشارت المؤسسة المُقرضة إلى أنّها حوّلت 160 مليون دولار من القروض الحالية لتمويل تأمين أدوية ضرورية وغاز الطهو وحصص غذائية لتلاميذ المدارس، وذلك بعد استهلاك سريلانكا تقريباً إمداداتها الشحيحة أساساً من البترول، وأمر الحكومة بإغلاق المكاتب والمدارس غير الأساسية لتخفيف حركة السير وتوفير الوقود.
وتُجري سريلانكا حالياً مفاوضات مع صندوق النقد الدولي، بهدف إقرار خطة إنقاذ محتملة، لكن قد تستغرق العملية أشهراً، بحسب مسؤولين.
يذكر أنّ كولومبو أعلنت، في 12 نيسان/أبريل، أنّها ستتخلّف عن سداد مجموع ديونها الخارجية البالغة قيمتها 51 مليار دولار، بانتظار خطة إنقاذ من جانب صندوق النقد الدولي، في وقت تعاني البلاد نقصاً في العملات الأجنبية، وتواجه أسوأ ركود منذ استقلالها في العام 1948.
وبلغ التضخّم، في تموز/يوليو، 60.8%، مسجّلًا نسبة قياسية للشهر العاشر على التوالي، بحسب بيانات لمؤشر أسعار المستهلك في كولومبو، نُشرت الجمعة، فيما فقدت الروبية السريلانكية أكثر من نصف قيمتها مقابل الدولار الأميركي هذا العام.
ويفيد برنامج الأغذية العالمي أنّ نحو 5 ملايين شخص، أي 22% من السكان، بحاجة إلى مساعدة غذائية فيما 5 عائلات من كل 6 لا تتناول كامل الوجبات اليومية أو تشتري السلع بنوعية أقل.
وكانت الأمم المتحدة حذرت، في حزيران/يونيو، من أنّ الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي تواجهها سريلانكا يمكن أن “تتحول إلى أزمة إنسانية خطرة”، مشيرةً إلى أنّ ملايين الأشخاص بحاجة إلى مساعدات.