أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، اليوم الخميس، أنّ بلاده مع فرنسا والبرتغال اتفقوا على بناء خط أنابيب للطاقة يربط شبه الجزيرة الأيبيرية ببقية أوروبا، في إحياء لمشروع طالما عارضته باريس.
وقال سانشيز لدى وصوله إلى بروكسل لحضور قمة للاتحاد الأوروبي حول الطاقة: “اتفقنا على مشروع جديد يسمى (ممر الطاقة الخضراء) لربط شبه الجزيرة الأيبيرية بفرنسا، وبالتالي بسوق الطاقة الأوروبية بين برشلونة ومرسيليا”.
كما أوضح أنّ “خط الأنابيب سينقل الهيدروجين والغاز خلال فترة انتقالية تحتاج إليها سوق الطاقة الأوروبية”.
ويستبدل المشروع الجديد الذي أطلق عليه سانشيز اسم “ممر الطاقة الخضراء” مشروعاً سابقاً يحمل اسم “ميدكات” كان قد ظهر قبل نحو عقد، ولكن تم التخلي عنه عام 2019 بسبب قضايا تنظيمية وتمويلية.
ويحاول قادة الاتحاد الأوروبي، خلال هذا الاجتماع، تجاوز الانقسامات بشأن كيفية مواجهة أزمة الطاقة في أوروبا، ووضع حد لخلافات استمرت أسابيع بشأن تحديد سقف لأسعار الغاز.
وتسود انقسامات عميقة في صفوف الدول الـ27 الأعضاء في التكتل، بشأن كيفية التعامل مع أزمة الارتفاع الكبير في أسعار الطاقة، والتي ارتفعت فواتير التدفئة على إثرها بشكل كبير في أوروبا قبيل الشتاء.
وفي 10 تشرين الأول/أكتوبر، أشار رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، إلى أنّ على الاتحاد الأوروبي الانخراط بشكل عاجل في تشكيل اتّحاد حقيقي للطاقة “الذي سيصبح ركيزة مهمة لسيادته”.
وفي هذا الإطار، حضّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، منذ أيام، ألمانيا على إبداء “تضامن” أوروبي في مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة، محذّراً من “الإخلال بالتوازن على صعيد التنافس”، الذي يمكن أن ينجم عن الخطة الألمانية الضخمة لمساعدة الأسر والأفراد.
وقال ماكرون في مقابلة أجرتها معه صحيفة “ليزيكو”: “لا يمكننا أن نمضي قدماً بسياسات وطنية، لأنّ هذا الأمر يتسبب بإخلال بالتوازن في القارة الأوروبية”، معتبراً أنّ “قارة أوروبا، وعلى غرار ما حصل إبان أزمة كوفيد، أمام لحظة حقيقة (…)، علينا أن نتحرّك بوحدة صف وتضامن”.