انطلقت في ميناء سوسة التونسي، الجمعة، أولى عمليات إعادة النفايات المنزلية إلى إيطاليا، ليُسدل بذلك الستار على قضية إشكالية أثارت جدلا متواصلا منذ عامين.
ونقلت وكالة الأنباء التونسية عن مصادر حكومية تأكيدها قيام إحدى البواخر بإعادة 69 حاوية تحمل نفايات منزلية إلى منطقة كامبانيا في إيطاليا.
وقال وزير النقل ربيع المجيدي إن عمليات شحن النفايات ستستمر على مدى ثلاثة أيام، مشيرا إلى وجود مفاوضات مع الجانب الإيطالي حول “التعويضات اللازمة بعد الضرر الذي لحق بالميناء التجاري في سوسة، مع الحرص على ضمان حرمة مختلف الموانئ التونسية باعتبارها مناطق ذات سيادة”.
وتحت عنوان “الجلاء سيبدأ بعد ساعات”، كتب النائب مجدي الكرباعي على موقع فيسبوك “الناقل البحري التركي (أركاس) سيبدأ بنقل الحاويات المليئة بالنفايات الإيطالية التي دخلت بطريقة غير قانونية من الرصيف رقم 5 بميناء سوسة ليقع شحنها وستعود من حيث أتت. نعم إنه الجلاء، وهو تعب نواب مجتمع مدني وإعلام، خاصة الذي لعب دورا هام في هذا الملف. مبروك لتونس”.
وكان الكرباعي، الذي يتابع ملف النفايات الإيطالية منذ عامين، كشف في وقت سابق لـ”القدس العربي” عن تورط تنظيمات إجرامية إيطالية في هذه القضية المثيرة للجدل، متهما السلطات التونسية بعدم التعامل بجدية مع هذا الملف.
وتعود قضية النفايات الإيطالية إلى عام 2020، حين بدأت السلطات التونسية التحقيق في توريد شركة محلية 120 ألف طن من الفضلات المنزلية من إيطاليا، تم الكشف عنها عبر برنامج تلفزيوني. ووجهت في وقت لاحق تهما لـ23 مسؤولاً كبيراً متورطا في هذه القضية.
وكان الكرباعي كشف أيضا عن كارثة أخرى تتمثل في وجود “مقابر” للخردة الإيطالية التي تم تهريبها إلى تونس بالتواطؤ مع إحدى الوزارات التي لم يحدد هويتها.