يستعد ملايين العاشقين للقدس والأقصى المبارك في هذه الأيام المباركة في أعظم الشهور، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن الكريم، وفيه ليلة القدر العظيمة، تستعد جماهير المقاومة الإسلامية في جميع أنحاء العالم في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، ليثبتوا حبهم وولائهم المطلق لفلسطين وقدسها وقضيتها، وليقفوا بوجه أشرس كيان إرهابي إجرامي عرفه التاريخ، العدو الإسرائيلي الغاصب لحقوق الأطفال والمستعمر الظالم لأرض وتراب فلسطين الجريحة.
نحن أمام ذكرى مهمة جداً على كافة الأصعدة، فيها تصاعد للفعل المقاوم والجهادي لحماية القدس من مختلف الجبهات والساحات، فيها إبراز الوحدة الإسلامية والعربية وتشكيل جبهة شعبية تتحدى العالم وكل القرارات الظالمة بحق الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي، هذا المحتل بات اليوم أضعف من أن يحسم المعادلة مع المقاومة الفلسطينية، فالمقاومة في الضفة المحتلة وغزة وكل ساحات الصراع أربكت حساباته وأفشلت كل مخططاته.
يوم القدس العالمي هو يوم تثبيت حق المستضعفين في الوجود والحياة والحضور والتأثير على الساحة، هو يوم حفظ كرامة الأمة الإسلامية عبر نداء الحق لبيك يا قدس لبيك يا أقصى، يوم القدس العالمي يُجسد هوية جميع المسلمين الداعمين والناصرين والمؤدين لقضية فلسطين وشعبها المجاهد، فالشعب الفلسطيني المجاهد يواجه آلة القتل والإجرام للكيان الإسرائيلي الغاشم نيابة عن الأمة العربية والإسلامية.
إن القضية الفلسطينية اليوم تمر بين مآزق كبيرة أهمها الأطماع الإسرائيلية الصهيونية والأمريكية الموجودة في الأرض الفلسطينية، والأمة العربية والإسلامية لا يمكن أن تخفف الضغط عن نفسها إلا بأن تنصر القضية الفلسطينية، ليس نصر خطابات أو استنكارات أو تنديدات ، إنما نصرًا حقيقيًا بالعمل والدعم والتأييد عبر التلاحم والاتحاد والتكاتف، لنصرة كل المظلومين والمستضعفين.
الشعب الفلسطيني الذي يُعتدى عليه قد كتب تاريخ مشرف ويقف في وجه المحتل الصهيوني الغاشم، ويجب علينا نصرهم وتأييدهم ودعمهم بكل ما نملك من قوة وإرادة وعزيمة، فعلى الأمة العربية والإسلامية بمقاوميها ومجاهديها وشبابها ونسائها أن تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني قلبًا وقالبًا في كل ما يفعلونه من أجل تحرير فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك.