قبل أيام من إحياء اليوم العالمي للصحة النفسية والذي أقرته منظمة الصحة العالمية يوم 7 أفريل من كل سنة طرحت وزارات الصحة والتربية والمرأة الخطة الوطنية للرعاية النفسية للطفل والمرافق.
وبالاطلاع على تقارير منظمة الصحة العالمية بخصوص الصحة النفسية فإن حالات الطوارئ كالحروب و الظواهر الطبيعية العنيفة هي أكثر الفترات تأثيرا على الصحة النفسية خاصة لدى الأطفال وكذلك جائحة كورونا خلال العامين الماضيين لذلك أوصت المنظمة بإنشاء نظم حكومية للرعاية النفسية لدى الدول الأعضاء. وبينت تقارير المنظمة أن وقوع النزاعات والطوارئ أدى إلى انشاء هذه النظم وتحسينها في عدة بلدان مثل سوريا و لفلبين.
وقد أعلنت وزيرة المرأة و الطفولة و كبار السن أمال بلحاج موسى أن الوزارة تعتزم في إطار مراجعة تنظيمها الهيكلي إحداث إدارة فرعية لليافعين تأخذ من هذه الفئة محورا لتدخلها وتركز بالخصوص على تعزيز البعد الوقائي من خلال وضع التصورات والاستراتيجيات المناسبة نظرا إلى الهشاشة النفسية لفئة اليافعين وتعرضهم أكثر من غيرهم الى أخطار الاستقطاب والتوظيف والانحراف وهو ما يفسر نسبة الانقطاع المدرسي في السنوات السابعة والأولى ثانوي أكثر من غيرها باعتبار حساسيّة سنهم.
وأكدت موسى لدى مشاركتها نهاية الأسبوع الماضي في اليوم الإعلامي لتقديم “المخطط الوطني للنهوض بالصحّة النفسيّة للطفل والمرافق” أن أحدث إحصائيات الوزارة الواردة من مكاتب مندوبي حماية الطفولة الموزعة على كامل ولايات الجمهورية تفيد بأن عدد الإشعارات في سنة 2021 بلغ 17069 إشعارا، ملاحظة أنّ تقرير مندوبي حماية الطفولة الذي سيصدر خلال أسابيع قليلة يشير إلى أنّ محاولات انتحار الأطفال خلال 2021 بلغت 194 محاولة انتحار.
من جهتها أكدت ممثّلة منظمّة الأمم المتحدّة للطفولة بتونس ماريليان فيفياني، أنّ طرح قضيّة الحقّ في الصّحة الجسديّة والنّفسيّة للأطفال يجب أن يكون مرتبطا بدراسة تأثيرات وتداعيّات بقيّة القضايا المساعدة أو المعرقلة ذات الصّلة بالبيئة الاجتماعية التي ينشأ فيها الطّفل إذ أن الاستثمار في توازن الطفل وسلامة صحته النفسيّة هو استثمار مجتمعيّ مشترك خاصة في ظلّ ما بات يعرفه مجتمعُنا من ظواهر مقلقة تؤشّر عليها الـأرقام المتصاعدة للعنف .
و هو ما تأكده الاحصائيات في تونس حيث تضاعفت حالات العنف الأسري خلال فترة الحجر الصحي الذي فرضته جائحة كوفيد 19 حيث بلغت نسبة الاشعارات المتعلقة بالعنف الزوجي في سنة 2021، 75% من مجموع المكالمات الواردة على الرقم الأخضر( 1899).
ولعل من بين المؤشرات التي تدل على تدهور الصحة النفسية للأطفال في تونس هو تضاعف استهلاك الأقراص المخدرة في صفوف القصّر في تونس سبع مرات بين سنتي 2013 و2017 و تضاعف عدد مستهلكي القنب الهندي من اليافعين 3 مرات وفق دراسة أنجزتها الجمعية التونسية لطب الإدمان.
وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن إدمان المخدرات مؤشر واضح على الاضطراب النفسي لدى اليافعين و تضع برامج لمكافحته في مختلف دول العالم.