يظل الحديث عن العلاقات بين المغرب وإسرائيل محل جدل، شأن أي علاقات عربية مع إسرائيل، وعادة ما تكون التباينات بين الرفض والقبول والإدانة.
في الحالة المغربية بدت الحسابات مغايرة تماما، حيث أن توقيع الاتفاق الثلاثي تضمن الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء، وهو القضية الأولى بالنسبة للمغاربة، الأمر الذي قد يكون ساهم في تمرير إعادة العلاقات دون أي أزمة داخلية، بل أن حزب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية هو من وقع على الاتفاق باعتباره رئيس الحكومة.
وسائل إعلام مغربية تحدثت مؤخرا عن قرب إعلان عن اتفاق ثنائي بين المغرب وإسرائيل بشأن إنشاء مصانع للأسلحة العسكرية داخل التراب المغربي، نقلا عن مصادر إسرائيلية.
وفي وقت سابق أعلن ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، أن مسؤولي الدفاع والمالية الإسرائيليين سيقومان بزيارة رسمية إلى الرباط.
وسيتم خلال الزيارة، وفق مصادر عبرية، التوقيع على إنشاء مجموعة من المصانع الحربية في المغرب، في إطار التعاون الاستراتيجي بين البلدين، بحسب هسبريس.
كما أوردت صحيفة لارازون” الإسبانية، منذ أيام، أن المغرب بدأ، بالتعاون مع إسرائيل، في تطوير برنامج “طائرات بدون طيار انتحارية”.
الخطوة التي تحدثت عنها وسائل الإعلام لم تعلن بشكل رسمي حتى الآن، لكنه بحسب شامة درشول المتخصصة في الشؤون الإسرائيلية، ترى أن مثل هذه الخطوة تعني المغرب يلتحق بالحلف الأمني ضد إيران المكون من أمريكا والإمارات والبحرين وغيرها.
وترى درشول في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن “الخطوة لن تؤثر على تحالفات المغرب الأوروبية، خاصة أن الملك محمد السادس حدد في خطابه الأخير علاقاته بفرنسا وإسبانيا، وبالتالي يمكن اعتبار الخطوة بمثابة عامل تقوية للمغرب، دون أن يكون على حساب علاقاته مع جيرانه وشركائه”.
وترى أن “ألمانيا تقف ضد كل القرارات التي تخدم المغرب، ولديها علاقات سيئة تاريخيا مع المغرب”.
في إطار التأثيرات السلبية جراء هذه الخطوة، ترى درشول أنها يمكن استعمالها من قبل الجماعات المتشددة ليصبح المغرب مستهدفا من الخلايا الإرهابية.
انعكاسات إيجابية تراها درشول تتمثل منح الخطوة استقلالية جزئية للمغرب بشأن تصنيع الأسلحة، تلك التي تمنحه قوة أكبر على الساحة، باعتبار أن من يصنع الأسلحة يتمتع بتفوق على من ينتظر دوره في الشراء.
قياس رأي الشارع المغربي ومدى قبوله أو رفضه غير واضح المعالم حتى اللحظة، إلا أن القيادي بحزب العدالة والتنمية عبد العزيز أفتاتي يرى أن ذلك غير ممكنا،استنادا للرفض الشعبي لـ”التطبيع”، الذي يصفه أفتاتي بـ”الرفض العارم”.
واستبعد أفتاتي في حديثه لـ “سبوتنيك” الإقدام على مثل هذا التعاون في مجال حساس، خاصة في ظل التزام المغرب تجاه الأسرة العربية والإسلامية، واللتان ترفضان في عمومهما أي تقارب مع “الكيان الاستيطاني”.
ويرى أفتاتي أن “الإقدام على مثل هذه الخطوة تضر بوضع المغرب بدرجة كبيرة على مستويات عدة”.
وعبر عن “رفضهم لأي تقارب أو إقدام على مثل هذه الخطوة التي يرى أنها لن تجلب إلا الشر للمغرب”.
وبحسب “هسبريس” قتل الداه البندير، قائد الحرس الوطني لجبهة البوليساريو، في عملية عسكرية باستخدام طائرة بدون طيار إسرائيلية الصنع إبريل الماضي، وهي معطيات غير رسمية، في ظل عدم تأكيد الرباط صحة هذه المعلومة.
sputniknews