بعد مرور عام على تعهد رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد دبيبة بتسوية ديون تونس البالغة 250 مليون دولار مقابل الكهرباء والطيران المدني والعلاج الطبي، لا تزال حكومة الوحدة الوطنية في البلاد تتحدث عن كيفية القيام بذلك.
الرجل المكلف دبيبة بالتعامل مع المدفوعات المستحقة، أجرى وزير النقل بحكومة الوفاق الوطني محمد سالم الشهوب محادثات في طرابلس مع وزيرة الصناعة والطاقة التونسية أحلام الباجي. ومن غير الواضح ما إذا كان قد تم الاتفاق على جدول زمني محدد لتسديد السداد للدائنين التونسيين من القطاعين العام والخاص. وجرت المحادثات بعد مرور أكثر من عام على تعهد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبة بتسوية كافة الديون التونسية المستحقة على ليبيا. وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، وعدت خلال اجتماع مع رئيسة الوزراء التونسية آنذاك نجلاء بودن، بأن “تدفع الحكومة الليبية 250 مليون دولار من الديون المستحقة لتونس قبل نهاية العام الحالي 2022″. كما تعهد بتوحيد المراكز الجمركية الحدودية بين البلدين. ولم يحدث أي منهما. وقالت وزارة النقل بعد اجتماع الشعيبي مع الباجي إن اللقاء ركز “على الديون المستحقة على الدولة الليبية لتونس مقابل الكهرباء والطيران المدني وعلاج الليبيين في العيادات الخاصة التونسية”، مضيفة أن “النقاش ركز على الوسائل المناسبة لتسوية هذا الدين.” ويعزو المحللون فشلها في سداد ديونها التونسية إلى المناخ السياسي غير المؤكد في ليبيا وعدم الاستقرار المؤسسي إلى جانب افتقار الحكومة التونسية إلى النفوذ في طرابلس عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالحها. وهناك أيضًا وجهة نظر مفادها أن دبيبة لا يدرك الأهمية الاستراتيجية للنوايا الحسنة التونسية بالنسبة لليبيا. وقال المحلل السياسي الليبي عز الدين عقيل: “لا توجد حكومة فعلية في ليبيا تفي بتعهدات البلاد، ولا تزال ليبيا مكانًا يتفشى فيه الصراع والإفلات من العقاب”.