عبر السفير الفلسطيني بالجزائر، فايز محمد أبو عيطة، أمس، عن أمله في أن تكون القمة العربية المقرّرة في الجزائر شهر نوفمبر القادم، قمة فلسطينية بامتياز، تضع حدا للتطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي وتشكل ضمانة لكل الدول العربية للالتزام بمبادرة السلام العربية التي تقضي برفض التطبيع مع الاحتلال الصهيوني أو إقامة علاقات معه قبل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. جاء تصريح السفير الفلسطيني بمناسبة تأبينية الإعلامية الفلسطينية، شرين أبو عاقلة، التي لقت نحبها الأربعاء الماضي برصاصة غدر صهيونية، نظمتها سفارة دولة فلسطين، أمس، بمقرها الجزائر العاصمة بالتزامن مع إحياء الذكرى 75 ليوم النكبة. وحضر التأبينية ممثلو عدة أحزاب سياسية ومؤسسات المجتمع المدني الجزائري وممثلين عن فصائل المقاومة وأفراد من الجالية الفلسطينية.
وأشاد الدبلوماسي الفلسطيني، بالمناسبة بالموقف الجزائري الرسمي والشعبي الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، مشدّدا في الوقت نفسه على أن الطرف الفلسطيني يؤيد موقف الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، الذي قال إن “الجزائر ضد الهرولة“، وقال “ونحن أيضا ضد الهرولة“ التي تعني سياسيا التطبيع مع الكيان العبري. ولأنه أكد أن التطبيع يضر بالقضية الفلسطينية ويرفضه الفلسطينيون فقد عبر عن أمله في أن تضع القمة العربية القادمة في الجزائر حدا لموجة التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي يواصل اغتصاب الأرض الفلسطينية وارتكاب أبشع الجرائم وأفظعها في حق شعبها. وفي حديثه عن الإعلامية شرين أبو عاقلة، أكد السفير أبو عيطة أن الشعب الفلسطيني لن يسكت على هذه الجريمة البشعة وسيحاسب إسرائيل مثله مثل القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس، محمود عباس التي ستلاحق المحتل المجرم في كل المؤسسات والمنظمات الدولية والحقوقية ومحكمة الجنايات الدولية.
وقال إن الاحتلال لا يدري أنه أحيا بجريمة اغتياله لهذا الصوت الإعلامي القضية الفلسطينية التي اعتقدت الحركة الصهيونية مخطئة أنها طمستها وأسكتت صوتها بعد 75 عاما من النكبة، مضيفا أن إسرائيل، التي حاولت تجاهل هذا اليوم المشؤوم وطمس القضية الفلسطينية وإنكار حقيقة وجود شعب فلسطين على أرضه، لا تدري أن استشهاد أبو عاقلة أحيا القضية وأظهر لكل العالم أن الشعب الفلسطيني باق في أرضه ولن يتزعزع وهو صامد ويقاوم لاسترجاع حقوقه المغتصبة وعلى رأسها حق العودة الذي لا يسقط بالتقادم مهما طال الزمن. كما أكد أن الفلسطينيين قادرين على تجاوز كل المحن وكل الصعاب مهما اشتدت التحديات وعظمت المؤامرات الرامية لطمس القضية والهوية والثوابت الفلسطينية. واستشهد بسيل المشيعين في جنازة أبو عاقلة الذين رغم ما تعرضوا له من اعتداءات يندى لها الجبين على يد قوات الاحتلال الصهيوني والتي استنكرها والعالم أجمع لكنهم قاوموا وحموا نعش ابو عاقلة من إسقاطه أرضا إلى غاية دفنها في القدس المحتلة.
ولأن الفلسطينيين يحيون ذكرى نكبة فلسطين التي هي ــ كما قال ــ السفير محمد أبو عيطة، ذكرى سيطرة العصابات الصهيونية بدعم من الإمبريالية العالمية وفي مقدمتها المملكة المتحدة التي سلمت وسهلت تسليم فلسطين للعصابات الصهيونية التي أقامت على أرضها ما يسمى بـ “دولة الاحتلال الإسرائيلي“، فإنه شدّد على أنه وبقدر درجة الألم التي تحمله هذه المناسبة فإنها أيضا فرصة لتجديد العهد والقسم مع كل الشركاء وعلى رأسهم القائد الرمز ياسر ابو عرفات الذي انطلق بالثورة الفلسطينية ليسترد فلسطين من هذه العصابات الصهيونية. للإشارة فقد توالت كلمات الحضور من ممثلي الأحزاب السياسية الجزائرية ومؤسسات المجتمع المدني الذين جدّدوا موقف الجزائر الدائم والمتضامن مع عدالة القضية الفلسطينية وإدانة جريمة اغتيال ابو عاقلة. كما عرفت المناسبة تكريم السفير الفلسطيني نيابة عن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس لواحدة من أيقونات النضال الفلسطيني، سميرة السقا والتي تعد من المؤسسين الأوائل لمنظمة التحرير الفلسطينية ومن أقدم الفلسطينيات اللواتي هاجرن إلى الجزائر.
المساء