حملت القمة الأفريقية الأخيرة في أديس أبابا أخبارا سيئة لدولة الاحتلال بعد القرار الذي اتخذته بإلغاء عضويتها في الاتحاد بصفة مراقب، عقب ضغوط مارستها عدد من الدول العربية والأفريقية، خاصة الجزائر، واعتبرت ذلك خسارة سياسية ودبلوماسية لها.
ويعود الحدث إلى حزيران/ يونيو 2021 حين حصلت دولة الاحتلال على إنجاز سياسي، تمثل بإعلان الاتحاد الأفريقي قبولها في صفوفه كدولة مراقبة، نتيجة لحملة دبلوماسية مكثفة أطلقتها دائرة أفريقيا بوزارة الخارجية الإسرائيلية وسفراؤها في عواصم القارة، خلال حقبة الوزير المنتهية ولايته غابي أشكنازي، الذي أطلق المبادرة في حينه، واعتبر الإعلان رغبة واضحة من الدول الأفريقية بالتقارب مع إسرائيل، وتوثيق العلاقات معها.
جاكي خوجي محرر الشؤون العربية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، زعم في مقال بصحيفة “معاريف”، ترجمته “عربي21” أن “إسرائيل دولة مهمة بالنسبة لحكومات القارة الأفريقية، وقد ساعدت اتفاقيات التطبيع مع دول أفريقية مثل تشاد والسودان في إحداث التغيير المأمول من زعماء القارة، ما دفع موسى فكي رئيس مجلس الاتحاد الأفريقي، وهو وزير خارجية تشاد السابق، لاتخاذ قرار بضم إسرائيل بصفة مراقب، بجانب ثلاث دول مهمة: تركيا والإمارات العربية المتحدة وكازاخستان، لكن الأسبوع الماضي شهد انتكاسة إسرائيلية، من خلال تجميد عضويتها في الاتحاد الأفريقي”.
وأضاف أن “الجزائر بذلت الكثير من الجهود في سبيل إخراج إسرائيل من الاتحاد الأفريقي، من خلال تحشيد اصطفاف مؤيد لطردها، وضمت إليها دولا أخرى مثل جنوب أفريقيا وغيرهما، مقابل دول طلبت إبقاء إسرائيل في الاتحاد الأفريقي مثل المغرب وتشاد وجنوب السودان، وهي دول “الموجة الجديدة” في العلاقات مع تل أبيب، مع العلم أن الجزائر لم تكن في حياتها صديقة لإسرائيل”.
ويحاول الإسرائيليون تفسير “هزيمتهم” الدبلوماسية في القمة الأفريقية الأخيرة، بزعم أن موقف الجزائر جاء فضلا عن كونه عدائيا تقليديا من الاحتلال، لكن اشتداد صراعها مع المغرب على الصحراء الغربية مؤخرًا، بعد أن أعلن البيت الأبيض، نهاية عهد ترامب، دعمه لموقف المغرب، وعملت نفس الإدارة على إقامة علاقات بين المغرب وإسرائيل، ما زاد من حدة العداء الجزائري لإسرائيل الذي يعود إلى جذور تاريخية في عام 1870، لأنه بعد 40 عامًا من احتلال الفرنسيين للبلاد، مُنح جميع مواطنيها اليهود الجنسية الفرنسية، وبعد أن كانوا في وضع الحماية فقط، فقد تمت ترقيتهم بأمر من الاحتلال الأجنبي إلى مواطنين متساوين.
حتى بعد انطلاق الثورة الجزائرية المعاصرة، فقد ظهرت الجزائر مؤيدة متحمسة للقضية الفلسطينية، وحتى اليوم، في عصر التخلي العربي الرسمي عن دعم الفلسطينيين، ما زالت الجزائر واحدة من الدول العربية القليلة التي تقدم مساعدات مالية للسلطة الفلسطينية كل عام.
ويرصد الإسرائيليون ما تشهده السنوات الأخيرة من تقارب بين الجزائر وإيران، وبالتالي فقد اكتسب موقفها المعادي لإسرائيل شرعية واضحة ومعلنة، وهو ما وجد ترجمته في السلوك الدبلوماسي الجزائري خلال القمة الأفريقية الأخيرة في أديس أبابا، من حملة دبلوماسية صاخبة، وتجنيد دول أفريقية بجانبها، لطرد إسرائيل من الاتحاد الأفريقي، ما أظهر مكانتها القوية داخل الاتحاد، مع العلم أن إحدى نقاط الضعف الأساسية في قرار ضم إسرائيل للاتحاد بصفة مراقب أن قراراته تتخذ بالإجماع فقط.
المصدر: عربي 21