لا يزال قرار اعتماد تدريس مادة اللغة الإنجليزية في التعليم الابتدائي مكان جدل في الأوساط التربوية والشعبية بالجزائر.
فبعد الإقرار، اقترحت المنظمة الجزائرية، تخفيف البرامج التربوية في مرحلة الابتدائي عبر حذف بعض المواد على غرار اللغة الفرنسية والإبقاء عليها في الطورين المتوسط والثانوي.
تعزيز مكانة اللغة العربية
كما شددت في بيان نقلته وسائل إعلام جزائرية، على ضرورة تعزيز مكانة اللغة العربية ومراجعة النصوص التي أدرجت في الكتب المدرسية من خلال ما يسمى بالجيل الثاني، مع استعجال تخفيف البرامج التربوية في التعليم الابتدائي بحذف بعض المواد على غرار الفرنسية.
وألحت أيضاً على ضرورة حذف كل ما يتصادم مع ثوابت الشعب الجزائري والعمل على إعادة الاعتبار لمواد الهوية الوطنية وعلى رأسها العلوم الإسلامية، وفق بيانها.
جاء ذلك بعد أيام من إعلان السلطات الجزائرية اعتماد توسيع تدريس اللغة الإنجليزية منذ الطور الأول الابتدائي (الإعدادي).
واعتبر مراقبون هذه الخطوة أنها توجّه جديد يرتكز على تعزيز حضور الإنجليزية، كلغة حيوية وحية في تعاملات الجزائريين، فرضتها الضرورة العلمية الأكاديمية والاقتصادية، كونها لغة القرار السياسي العالمي.
بدورها، رأت الرئاسة الجزائرية في بيان أعقب اجتماع مجلس للوزراء ترأسه الرئيس عبد المجيد تبون، الأسبوع الماضي، أنّ القرار جاء بعد دراسة معمّقة للمختصين والخبراء، دون تقديم تفاصيل أوفى، عن دوافع القرار وآليات تطبيقه.
يذكر أن الجزائر كانت شهدت في الأعوام الأخيرة تزايد أعداد المعاهد والمدارس الخاصة لتعليم الجزائريين اللغة الإنجليزية.
في حين يتفاعل الجزائريون بشكل إيجابي مع أي مسؤول حكومي يتحدث الإنجليزية في المؤتمرات الصحافية مع نظرائه الأجانب، بعد أعوام من سيطرة اللغة الفرنسية على لسان أغلب المسؤولين.
وتوقعت دراسة أجراها المجلس الأعلى للغة العربية في الجزائر أن تُصبح الإنجليزية اللغة الأجنبية الأولى، تليها الإسبانية والروسية، في الثلاثة عقود القادمة.
بينما يؤكّد باحثون وأساتذة جامعيون على ضرورة ألا تكون عملية توسيع تعليم الإنجليزية بهدف محاربة لغة على حساب أخرى، أو بخلفية أيديولوجية، إنما وفق استراتيجية مدروسة تبدأ من إعادة النظر في كيفية تقديم وتدريس اللغات الأجنبية في المدارس الجزائرية.
الإنجليزية تطغى
يشار إلى أن عملية تعليم التلاميذ الإنجليزية تبدأ عادة في الجزائر مع بداية الطور المتوسط، أي بعد بلوغ التلميذ 11عاماً.
بينما يبدأ تعليم أبجديات اللغة الفرنسية في السنة الثالثة ابتدائي (إعدادي) إلى الثالثة ثانوي.
وتعتمد الجامعة الجزائرية عادة على الفرنسية لتدريس التخصصات العلمية كـالطب، الهندسة، الإعلام الآلي، وغيرها من التخصصات.
أما حديثاً، فأضحت اللغة الإنجليزية تحظى بدعم الجيل الجديد من الشباب الذين باتوا أكثر انفتاحاً على استخدامها في التواصل وكذلك لغة المراجع خصوصاً في حقل العلوم.
ويرون فيها لغة التطور والعصر، بحيث لا يعارضون فكرة ترقيتها إلى اللغة الأجنبية رقم واحد بعد العربية، ما يعني تحضير الأجيال القادمة لهذا التحوُّل والانتقال إليه.
إلى ذلك، يُعتبر موضوع اعتماد الإنجليزية كلغّة أجنبية أولى في التعليم بالجزائر، من النقاشات التي تشغل الرأي العام المحلي من فترة إلى أخرى، والذي بدأ فعلياً عام 2019، عندما نشرت وزارة التعليم العالي الجزائرية، استطلاع رأي على موقعها الإلكتروني حول استبدال اللغة الإنجليزية بالفرنسية في التدريس الجامعي، وهي الخطوة التي تفاعل معها رواد مواقع التواصل الاجتماعي.