قامت مجموعة من أهالي مفقودين منذ 6 أسابيع خلال محاولتهم الهجرة من تونس إلى إيطاليا بنبش قبور في مدينة جرجيس (جنوب شرقي تونس) بحثا عن رفات قد تعود لذويهم، في حين شهدت سواحل البلاد حادثة غرق جديدة لمهاجرين أسفرت عن ضحايا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود أن أفراد العائلات الذين فقدوا عددا من أبنائهم قفزوا فوق سور مقبرة “حديقة أفرييا”، التي تخصص عادة لدفن جثامين مهاجرين من دول جنوب الصحراء، والتي صدر قرار قضائي بغلقها منذ اكتشاف عمليات الدفن الأخيرة.
وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت أمس الاثنين على مواقع التواصل الاجتماعي نساء ورجالا يقومون بفتح قبر ويحاولون التعرّف على الرفات من خلال الملابس التي دفنت معها.
وفي الليلة الفاصلة بين 20 و21 سبتمبر/أيلول الماضي، اختفى قارب بُعيد مغادرته سواحل مدينة جرجيس وعلى متنه 18 مهاجرا تونسيا كانوا يحاولون الوصول إلى إيطاليا.
وفي العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عثر صيادون على 8 جثث -عدد منها لتونسيين- ولا يزال 12 مهاجرا تونسيا في عداد المفقودين.
ودفنت السلطات المحلية “عن طريق الخطأ” 4 مهاجرين تونسيين في المقبرة بعد العثور عليها قبالة سواحل المنطقة. وبضغط من الأهالي، أخرجت الجثامين ودُفنت في مقابر أخرى في المدينة بعد التعرّف عليها.
بيد أن أهالي مفقودين آخرين قالوا إنه تم دفن جثث أخرى لذويهم في المقبرة المخصصة لضحايا عمليات الهجرة من الجنسيات الأفريقية.
وكانت جرجيس -التي يبلغ عدد سكانها 75 ألفا- شهدت سلسلة من الاحتجاجات التي شملت إضرابا عاما للمطالبة بكشف مصير المفقودين.
غرق مهاجرين
في هذه الأثناء، أعلن المتحدث باسم الحرس الوطني في تونس حسام الدين الجبابلي أن قاربا يقل نحو 16 مهاجرا كانوا يحاولون عبور البحر المتوسط إلى إيطاليا غرق قبالة ساحل تونس اليوم الثلاثاء.
وقال الجبابلي إنه تم انتشال جثة واحدة، وإنقاذ 10 آخرين، في حين تواصل قوات خفر السواحل البحث عما لا يقل عن 5 مفقودين كانوا على متن القارب الذي انقلب قبالة ساحل رأس انجلة في بنزرت (شمالي تونس).
وتابع المتحدث باسم الحرس الوطني أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن القارب تعرض للعطب مرتين قبل أن ينقلب، وأن 4 أشخاص كانوا يرافقون هذه المجموعة سبحوا إلى اليابسة، وتم التحقق من تواجدهم في منازلهم.
وفي الأشهر الأخيرة، غرق عشرات الأشخاص قبالة السواحل التونسية مع زيادة وتيرة محاولات العبور من تونس وليبيا صوب إيطاليا.
ووفقا لبيانات رسمية، تم اعتراض أكثر من 22 ألف مهاجر من تونس ودول جنوب الصحراء ومن جنسيات أخرى قبالة السواحل التونسية منذ بداية العام الجاري.