أكدت ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الامريكي التزام الادارة الامريكية بدعم تونس ومعاضدة جهودها في انجاح مسارها الانتقالي وارساء مؤسساتها الدستورية، قائلة ان الولايات المتحدة تنظر الى تونس كـ “شريك متميز” وتعتبر العلاقات القائمة بين البلدين مبنية على قيم مشتركة اساسها الالتزام المتبادل بمبادئ الديمقراطية والتطور.
واضافت في ندوة صحفية افتراضية انعقدت مساء أمس الجمعة بمقر السفارة الامريكية بتونس، مع ممثلي عدد من وسائل الاعلام الوطنية، ان بلادها وفرت في العشرية الاخيرة دعما ماليا وتقنيا لتونس لتعزيز مؤسساتها الديمقراطية وسياساتها الامنية، مشيرة الى ان هذا الدعم يشمل التمويل وتوفير المساعدات الصحية لاسيما لمواجهة ازمة كوفيد-19 التي تجتاج العالم باسره.
وافادت شيرمان ان الرئيس الامريكي جو بايدن كان اعلن خلال هذا الاسبوع عن تبرع الولايات المتحدة ب50 مليون جرعة اضافية من التلقيح المضاد لكورونا وترفيعها في شهر جوان لتصل الى 80 مليون جرعة، مؤكدة ان تونس ستكون في صدارة الدول التي ستتمتع بهذه التبرعات سواء عبر التبرع المباشر او من خلال منظومة “كوفاكس”.
وقالت في نفس السياق ان بلادها تتطلع مع بداية الاسبوع المقبل الى توقيع اتفاقية “مؤسسة تحدي الالفية” مع تونس بقيمة 500 مليون دولار لدعم قطاعات النقل والتجارة والتصرف في الموارد المائية بما من شانه المساهمة في خلق مواطن شغل للتونسيين وتعزيز الاقتصاد الوطني وان يجعل من موضوع التغير المناخي محور اهتمام من قبل تونس، مضيفة ” ان التغيرات المناخية وارتفاع مستوى البحر يشكلان تهديدا لنمو تونس الاقتصادي ” وان هذه العوامل تدفع الولايات المتحدة الى مواصلة التعاون والحوار مع الحكومة التونسية ومع مكونات المجتمع المدني في هذا المجال.
وفي ردها على سؤال لـ”وات” حول السبل التي تعتزم الولايات المتحدة توخيها عمليا لمساعدة مسار تونس التفاوضي مع صندوق النقد الدولي للحصول على قروض تمكنها من مجابهة الوضع الاقتصادي الراهن ، افادت نائبة وزير الخارجية الامريكي، ان مساعي واشنطن لمعاضدة المشاورات التونسية مع صندوق النقد ومع غيره من المؤسسات المالية الدولية تتم عبر سفارة الولايات المتحدة بتونس ومن خلال المساعدة الفنية وتقديم المقترحات والتوصيات للحكومة، مؤكدة ان ” القرار يعود في نهاية الامر للقيادة السياسية التونسية فيما يتعلق بالاستجابة لمطالب صندوق النقد الدولي ولشروطه.
وذكرت في ذات السياق بان بلادها كانت وفرت ملياري دولار كدعم تونس منذ سنة 2011، مضيفة قولها “نحن نفعل ما بوسعنا لدعم تونس في ما يخص القروض السيادية” وبخصوص الدور الذي يمكن ان تلعبه تونس في ليبيا في المرحلة المقبلة، ابرزت شيرمان الاهمية التي يكتسيها الملف الليبي بالنسبة لتونس، مفيدة في هذا الصدد ان وزيرا خارجية الولايات المتحدة وتونس تحادثا مؤخرا بهذا الخصوص وشددا على السعي لانجاح الانتخابات الليبية التي ستنتظم اواخر السنة الحالية ،وعلى حرصهما على تطبيق قرارات مجلس الامن القاضية بوقف اطلاق النار وكذلك على ضرورة حل المسائل العسكرية بالكامل وعلى ترحيل المرتزقة والمقاتلين الاجانب عن التراب الليبي لضمان نزاهة الانتخابات وانجاح هذا الاستحقاق.
واضافت ان واشنطن ستعمل على “ضمان تطوير علاقات ثنائية كبيرة بين تونس ليبيا لا سيما في المجالات التجارية والتنموية.
وبسؤالها عن مدى التزام الادراة الامريكية بحل الدولتين لتسوية الصراع الفلسطيني / الاسرائيلي لا سيما في ظل استمرار سياسة الاستيطان الاسرائيلية، اكدت نائبة وزير الخارجية الامريكي ان واشنطن لا تزال تدعم حل الدولتين قائلة “من المهم ان يكون للفلسطينيين دولة وان يحظوا بالعيش الكريم وهو نفس الحق الذي ينبغي ان تتمتع به اسرائيل”، ولكنها استطردت قائلة إن “الظرف الحالي غير ملائم للبدء في نقاش حول مبدا حل الدولتين بل هناك الكثير من العمل الذي يجب انجازه قبل ذلك.
واشارت في سياق متصل الى ان بلادها تعمل بالتعاون مع شركائها في المنطقة لمراقبة مدى احترام وقف اطلاق النار بين الجانبين والوقوف على مجهودات اعادة الاعمار في غزة.
يشار الى ان مجلس الشيوخ اقر تعيين ويندي شيرمان في خطة نائبة وزير الخارجية في افريل 2021.
شمس اف ام