أثارت مشاهد رقص لفتيات تونسيات في حفل ديني بمناسبة ذكرى المولد النبوي موجة استنكار في البلاد، قبل أن تعتذر الجهة المنظمة للعرض للتونسيين.
وتداولت صفحات اجتماعية شريط فيديو لفتيات يرقصن بملابس اعتبرها البعض “فاضحة” في حفل لفرقة دينية، نظمته جمعية المهرجان الدولي للمولد النبوي الشريف في مدينة القيروان (وسط تونس).
وكتب المدون والناشط السياسي المعز الحاج منصور تحت عنوان “ثنائية العري/ الستر في عيد ميلاد النبي”: “هل يتناسب عراء الأفخاذ وهز الحزام مع ذكرى مولد النبي محمد؟ ما نعلمه ان ذكرى المولد النبوي هو حفل ديني، ويفترض اختيار أناشيد ذات طابع ديني مثل الحضرة مثلا وراقصين وراقصات يرتدون لباسا تقليديا محافظا يتلاءم مع الحفل الديني”.
وأضاف “ما نراه من عراء للراقصات لا يتناسب مع قداسة الحفل في القيروان. تلك المدينة التي اكتسبت منزلتها من طابعها الإسلامي المحافظ. وزيرة الثقافة ووالي القيروان يفتقدان الى الذوق الثقافي وهما مسؤولان لوحدهما على هذه الرداءة في الذوق”.ودون الوزير السابق رفيق عبد السلام “في العهد السعيد، عبث بالدين ومنظومة القيم والأعراف الحميدة على مرأى ومسمع من العالم. المولد النبوي الشريف هو محطة لتذكر شمائل سيد الخلق والتجمل بخصاله النبيلة وليس مجالا لفقد الحياء والمروءة والخلق الكريم. من أراد الرقص الماجن والتعري فذاك شأنه ولكن ليذهب للمراقص والحانات ولا يتصدر المنصات في القيروان مدينة الصحابة وعاصمة الإسلام في مولد رسول الله. اللهم إن هذا منكر”.
وعلق أحد النشطاء بقوله “على النيابة العمومية وصناع القرار التحرك وفتح تحقيق حالا حتى يتحمل كل طرف مسؤولياته في هذا العمل الخطير والهدام لكل القيم والاخلاق والاعتداء على مشاعر التونسيين وعلى كل المسلمين في العالم ولا بد من كشف الطرف السياسي الضالع والمهندس لهذه العملية الشنيعة. ويخطئ من يعتبر ان هذا العمل موجه لضرب تيار إسلامي بعينه بل هو أهان كل التونسيين والعالم الإسلامي”.
وتحت عنوان “مشاهد غير لائقة”، كتب الباحث والناشط السياسي جمال الدين الهاني “حركة فيمن (منظمة أوكرانية تعتمد الاحتجاج بالتعري) انتهت، ولكن ثقافتها باقية وتتمثل في استعمال الإباحية ضد الإسلام والمسيحية فقط، لأنه عكس نقاش الأفكار والأطروحات حول الدين، الإباحية ليس فيها جهد ذهني أو نفسي والنتيجة سريعة وزاوية الدفاع معروفة: الحق في العراء والحق في التعبير للمرأة!”.
وأضاف “هذا يحرك ثلاثة جماهير في نفس الوقت: جمهور حقوقي وعدمي ونسوي: ثلاثة جماهير أدبهم الفكري ضحل وبديلهم الأساسي يقوم على إفراغ منظومة الحقوق من أي معنى اجتماعي أو فلسفي أو أخلاقي، وتحويلها الى هستيريا منع المنع العدمية التي تذهب بالتناقض المنطقي إلى أقصى درجات اللا معنى. ما معنى أن تخرج فتاة عارية في جامع سوى الإساءة للمكان والدين والإنسان المؤمن؟ هذا اللا معنى الهدام يجب أن يتوقف اليوم”.وردا على الانتقادات المتواصلة، أصدرت جمعية المهرجان الدولي للمولد النبوي الشريف بلاغا اعتذرت فيه للتونسيين عن “محتوى العرض لوجود بعض المشاهد غير اللائقة والتي سبق أن نبهنا أصحاب العروض بتفاديها، علما أننا طلبنا من صاحب العرض إيقاف هذا النوع من الرقص حالا وقد تم ذلك في الابان”، متعهدة بـ”المحافظة على طبيعة المهرجان الدينية بالأساس في باقي العروض مستقبلا”.
القدس العربي