الرباط – يراجع المسؤولون المغاربة ممارسة الحبس الاحتياطي فيما يتعلق بحقوق الإنسان واكتظاظ السجون. التقى خبراء قانونيون في تطوان يوم الجمعة 28 مايو لمراجعة استخدام المغرب للاعتقالات الوقائية.
ووصف نائب رئيس المجلس الأعلى للقضاء ، محمد عبد النبوي ، القضية بأنها “الشغل الشاغل” للنظام القضائي المغربي في كلمة ألقاها نيابة عن رئيس محكمة استئناف تطوان مصطفى الغزال. ووصف عبد النبوي ممارسة الاعتقال الوقائي في المغرب بأنها “استثنائية” ، لكنه أقر بأن هذه الممارسة تتعارض مع عناصر من الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان.
يشير مصطلح “الاحتجاز الوقائي” إلى ممارسة احتجاز مجرم مشتبه به بسبب مخاوف من أن حرية التنقل قبل المحاكمة للفرد المعني يمكن أن تكون ضارة بالمجتمع. وبينما وصف عبد النبوي هذه الممارسة بأنها نادرة ، فقد سلط الضوء على أنها تتعارض مع “افتراض البراءة” الممنوح لجميع الأشخاص بموجب اتفاقيات حقوق الإنسان التي وقع المغرب عليها.
وأكد عبد النبوي أن الاعتقالات الوقائية يمكن أن تتأثر بالضغوط الاجتماعية وتعاني من نقص في تبادل المعلومات حول المشتبه بهم المحتملين. علاوة على ذلك ، استعرض الخبراء المجتمعون ما إذا كانت هذه الممارسة تساهم في اكتظاظ السجون المغربية.
أثارت جلسة المراجعة القضائية الجارية بشأن الحبس الاحتياطي في تطوان شكوكًا حول ارتباطها باكتظاظ السجون ، حيث سلطت الضوء على أن 2٪ فقط من الأفراد الخاضعين للاحتجاز الوقائي يُطلق سراحهم لاحقًا ، وحُكم على 90٪ بالسجن بعد احتجازهم المبكر.
وحث عبد النبوي القضاء المغربي على تعزيز تبادل المعلومات الداخلية بشكل أفضل من أجل تقييم ذنب المشتبه بهم بشكل أفضل قبل الاحتجاز الوقائي. من شأن تحسين تبادل المعلومات بشأن المشتبه بهم تسريع الإجراءات وضمان عدم تواجد المشتبه بهم في السجن وسط تحقيقات قانونية جارية.
أكد نائب الرئيس المغربي في خطابه أن القضاء المغربي أحرز تقدما ملموسا في تقليص عدد حالات الحبس الاحتياطي في السنوات الأخيرة. وحث المسؤولين في القضاء المغربي على “اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة” للإسراع في معالجة مثل هذه القضايا من أجل البناء على هذا التقدم.
وخلص عبد النبوي إلى أن القيود خارج نطاق القضاء لا تزال تعرقل إحراز مزيد من التقدم في تقليص عدد حالات الاحتجاز الوقائي في المغرب إلى نسب تتماشى مع المعايير الدولية. وحث على تعريف أكثر صرامة للحبس الاحتياطي وتسريع الإجراءات ضد المشتبه بهم وإدخال تعديلات تشريعية جديدة كطرق للحفاظ على حقوق المواطنين وحرياتهم.