أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس أن الحدود بين المغرب والجزائر لن تقطع التواصل بين البلدين.
مشددًا على عدم سماح المغرب بالإساءة إلى أشقائه، على خلفية التوتر المستمر بين البلدين بسبب قضية الصحراء المغربية.
وقال الملك محمد السادس، في خطاب بمناسبة عيد العرش، “إن التزامنا بالنهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، لا يعادله إلا حرصنا المتواصل، على معالجة أولويات المغرب، على الصعيدين الجهوي والدولي. وفي هذا الإطار، أشدد مرة أخرى، بأن الحدود، التي تفرق بين الشعبين الشقيقين، المغربي والجزائري، لن تكون أبدا، حدودا تغلق أجواء التواصل والتفاهم بينهما، بل نريدها أن تكون جسورا، تحمل بين يديها مستقبل المغرب والجزائر، وأن تعطي المثال للشعوب المغاربية الأخرى”.
وأضاف العاهل المغربي “وبهذه المناسبة، أهيب بالمغاربة، لمواصلة التحلي بقيم الأخوة والتضامن، وحسن الجوار، التي تربطنا بأشقائنا الجزائريين؛ الذين نؤكد لهم بأنهم سيجدون دائما، المغرب والمغاربة إلى جانبهم، في كل الظروف والأحوال”.وتابع “أما فيما يخص الادعاءات، التي تتهم المغاربة بسب الجزائر والجزائريين، فإن من يقومون بها، بطريقة غير مسؤولة، يريدون إشعال نار الفتنة بين الشعبين الشقيقين، وإن ما يقال عن العلاقات المغربية الجزائرية، غير معقول ويحز في النفس. ونحن لم ولن نسمح لأي أحد، بالإساءة إلى أشقائنا وجيراننا”.وقال الملك محمد السادس “وبالنسبة للشعب المغربي، فنحن حريصون على الخروج من هذا الوضع، وتعزيز التقارب والتواصل والتفاهم بين الشعبين.
وإننا نتطلع، للعمل مع الرئاسة الجزائرية، لأن يضع المغرب والجزائر يدا في يد، لإقامة علاقات طبيعية، بين شعبين شقيقين، تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية، والمصير المشترك”.وتشهد العلاقات الجزائرية المغربية توترا منذ عقود، بسبب قضية الصحراء الغربية على وجه الخصوص، كما أن الحدود بين الجارتين مغلقة منذ عام 1994.وتعد مسألة الصحراء الغربية إحدى أهم قضايا الخلاف المغربي الجزائري. وتدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تسعى إلى استقلال الصحراء الغربية.
في المقابل، يرى المغرب الصحراء جزءا لا يتجزأ من أراضيه.قطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في 24 أغسطس 2021، على خلفية اتهام الجزائر للرباط بالقيام بـ “أعمال عدائية”.كما منعت الجزائر الطائرات العسكرية والمدنية المغربية من استخدام مجالها الجوي.كذلك اتهمت الجزائر المغرب بدعم جماعات تقف وراء حرائق هائلة شهدتها عدة ولايات جزائرية خلال فترة الصيف. وعرض المغرب على الجزائر، في حينها، المساعدة في جهود إخماد الحرائق. إلا أن الجزائر رفضت العرض المغربي.
صدى البلد