اختتمت أشغال القمة العربية في دورتها 31 بالجزائر العاصمة بعد ثمانية أيام كاملة لم تتوقف فيها الأشغال من اجتماع المندوبين، إلى القادة مرورا بوزراء الخارجية، تم من خلالها اعتماد جدول أعمال ثري وتحقيق مكاسب بالغة الأهمية على المستوى السياسي والاقتصادي.
كسب رهان انعقاد القمة وبمستوى تمثيلي رفيع المستوى لم يكن بالأمر السهل إلا أن القيادة الجزائرية تمكنت من إقناع القادة العرب حيث سجلت الدورة 31 حضورا استثنائيا بحضور 17 قائدا عربيا من رئيس دولة وأمير وولي عهد ورئيس حكومة بالإضافة إلى حضور متميز لضيوف الشرف على غرار الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس حركة عدم الانحياز ورئيس الإتحاد الإفريقي ورئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي.
قمة الجزائر حققت مكاسب كبيرة من خلال إعلان الجزائر الذي أعاد القضية الفلسطينية إلى طاولة نقاش القادة العرب من خلال إحياء مبادرة السلام العربية وتأسيس لجنة وزارية عربية مفتوحة العضوية برئاسة الجزائر، للتحرك على المستوى الدولي لمساندة جهود دولة فلسطين في نيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة وعقد مؤتمر دولي للسلام بالإضافة إلى تثمين الجامعة العربية لجهود الجزائر في لم شمل الفصائل الفلسطينية ودعم إعلان الجزائر مع التأكيد على ضرورة توحيد الجهود العربية لتحقيق البنود المتفق عليها في إعلان الجزائر.
إلى جانب فلسطين، الأزمة السورية كانت حاضرة بدورها في نقاشات القادة العرب الذين أكدوا مواصلة الجهود بهدف التوصل إلى حل سياسي ومعالجة التبعيات السياسية والأمنية والإنسانية والاقتصادية للأزمة بما يضمن وحدة سوريا وسيادتها.
مشاركة القيادة الجزائرية في إثراء مخرجات القمة 31 والتي جاءت تحت عنوان “إعلان الجزائر” لم تتوقف على الوضع الداخلي للبيت العربي فقط بل شملت حتى ملف إصلاح الجامعة العربية بتبني مقترحات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الرامية إلى تفعيل دور جامعة الدول العربية وتعزيز مكانة الشباب والابتكار في العمل العربي المشترك خاصة من خلال إنشاء “لجنة الحكماء العرب”، كآلية توضع لدى رئاسة القمة لاستباق الأزمات، تكريس مبدأ انفتاح منظومة العمل العربي المشترك على المجتمع المدني إلى جانب استحداث منتدى تواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك تطبيقا لتوصيات لقاء وهران لتواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك.
دعوة الرئيس عبد المجيد تبون خلال الجلسة الافتتاحية للقمة إلى “بناء تكتل اقتصادي عربي” لقيت ترحيبا واسعا حيث تم اعتماد أكثر من 20 قرارا متعلقا بالتعاون الاقتصادي والاجتماعي العربي بهدف تحقيق الأمن الغذائي العربي من خلال اعتماد جملة من المقترحات التي تقدمت بها الجزائر.
بقلم: طاهر فطاني
الشروق