لا تزال الغدة السرطانية “الكيان الغاصب الصهيوني” تتغلغل في دول الشرق الأوسط والإفريقية بغية السيطرة والهيمنة على شعوب المنطقة العربية والإسلامية، ورغم أن التغلغل أخذ نتائجاً على مستوى حكومات بعض هذه الدول دون شعوبها، لأن الشعوب المقاومة والرافضة لهذا الكيان المجرم، لا تزال مستمرة بنهجها الذي يرى الحرية لبيت المقدس والأقصى، ولكل الشعوب المستضعفة.
أثارت الجريمة التي وقعت في مدينة طنجة في المغرب، والتي أدت إلى مقتل إسرائيلي على يد مواطن مغربي طعناً بالسكين، لم تكن هذه العملية هي الأولى من نوعها في الشرق الوسط و خصوصاً في الأراضي المغتصبة، فوجود إسرائيلي برضا الحكومة لا يعني رضا الشعب، الذي يرفض التطبيع بكل أشكاله، لعل الحكومة المغربية أدركت جيداً بأن رفض التطبيع من قبل هذا الشعب أصبح واضحا من خال هذه التحركات.
هذه الحادثة جاءت بعد أشهر قليلة من تطبيع إسرائيل لعلاقاتها مع المغرب وتعزيز العلاقات بما في ذلك إقامة رحلات جوية مباشرة في الأسابيع الأخيرة، وهذا خير دليل على ردة الفعل المقاومة من قبل المغاربة، رغم أن الإعلام العبري حاول بكل جهده قلب الحقائق لإخفاء ما جرى وتوضيحه للعالم بأن الجاني مختل عقلي، وما ارتكبه لا يعبر عن حالة غضب من التطبيع مع إسرائيل، إلا أن مصادر عديدة أكدت عكس ما تم ترويجه، فالشاب الذي قتل الاسرائيلي كان سليم العقل البدن.
بلا شك أن إعلام الكيان سعى لترويج الأكاذيب بهدف تهدئة الشارع المغربي، الذي بدأ يشعر بمستنقع التطبيع، والذي قد يكلف المغرب خسائر كبيرة اقتصادية وسياسية واجتماعية، والقطيعة التي حدثت مع الجارة الجزائر كانت من ذاك الظلام التطبيعي، تلك القطيعة التي رفضها المغاربة بكل أطيافهم، لأنهم يحترمون الروابط التي تربطهم بالجزائر شعبا وحكومة.
لقد أخذت التوترات بين البلدين تتصاعد رغم كل الجهود العربية للتهدئة، إن الوجود الإسرائيلي في أرض المغرب عبر مشاريع التطبيع، يثير غضب الجزائريين، الذين يرون بأن هناك محتل غاصب يستهدف أمن المنطقة ويحل معه الخراب أين ما ذهب.
الوساطات الدبلوماسية تعمل على مدار الأيام الماضية لحل الأزمة بين البلدين، ولكن ما يثير المخاوف هو البقاء الصهيوني، فالجزائر كانت واضحة بقرارها رفض أي استعمار أو احتلال، فلن يكون للإسرائيلي مكان في كل أرض عربية وإسلامية، فالشعوب العربية أثبتت كما شهدنا في معظم الدول العربية وخصوصاً في تونس والجزائر.