لأسباب غير معروفة وللمرة الثانية يتغيب الرئيس التونسي قيس سعيد عن أشغال القمة الافريقية الافتراضية والتي كانت يوم الأمس الموافق 7 فبراير 2021، وتم الاكتفاء بتمثيل تونس في هذه القمة على مستوى كاتب الدولة للشؤون القنصلية، ورأى عدد من المتابعين أن هذا التغيب هو بمثابة فضيحة جديدة للدبلوماسية التونسية، وخصوصاً ما بان واضحا من أن الرئيس التونسي يتجاهل كل القمم الافريقية منذ توليه منصب الرئاسة.
الرئيس سعيد هو الرئيس الوحيد من أصل 55 دولة في أشغال القمة، ومن ناحية أخرى يرى مراقبون بأن تونس تجازي الاتحاد الإفريقي بالتغيب بعد أن قرر مؤخرا إرسال مجموعة من تلاقيح الكوفيد إلى تونس، وهناك من يرى أيضاً بأن تجاهل تونس للقارة الإفريقية هو إساءة للدبلوماسية الإفريقية ولمكانتها التاريخية، وخصوصاً أن هناك قضايا مهمة مشتركة في هذا الاجتماع، كالقضية الفلسطينية وطالب الزعماء الأفارقة بضمان واحترام حقوق الفلسطينيين، كما دعا الاتحاد الإفريقي إلى إيجاد حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية وفقا لمبادئ القانون الدولي.
وأضاف الإعلان الختامي للقمة باتخاذ قرار بإنهاء جميع أشكال التعامل مع الكيان الصهيوني، وبالتعهد بالعمل على توحيد الجهود لتوفير لقاح كورونا ومواجهة هذا الوباء الخطير، وتضافر الجهود لمكافحة الفكر التكفيري الإرهابي، وقد أدانت القمة النظام القانوني التمييزي الصهيوني وتدابيره التعسفية والأحكام الصادرة بحق الأسرى والمعتقلين والنساء والأطفال، وحرمانهم من أدنى الحقوق التي يكفلها القانون الدولي.
فتغيب تونس لم يكن أمرا عادياً في هكذا اجتماع مهم يبحث عدة قضايا مهمة تخص المنطقة برمتها، وهذا ما تسبب بحالة استياء في الداخل التونسي وبين المجتمعين في القمة.